اتفق السودان والولايات المتحدة على استئناف التعاون العسكري بينهما خصوصاً في أفريقيا، فيما تلقت الخرطوم دعوة رسمية للمشاركة بصفة مراقب في تمارين «النجم الساطع» التي ستنطلق في مصر هذا العام، بمشاركة أميركية، على أن يشارك السودان بقواته في مناورات العام المقبل. وأنهى نائب القائد العام لقيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) ألكسندر لاسكاريس، مشاورات في الخرطوم مع وزيري الدفاع عوض بن عوف والخارجية ابراهيم غندور ومدير جهاز الأمن والاستخبارات الفريق محمد عطا المولى عباس، ركزت على مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار في ليبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى والصومال. وأعلنت وزارة الدفاع أن الطرفين اتفقا على استئناف التعاون العسكري ووضع العلاقات في مسارها الصحيح. ووصفت زيارة لاسكاريس إلى السودان ب «المهمة»، لافتاً إلى أنّها تأتي «عقب انخراط الجيشين الأميركي والسوداني في مجالات التعاون على المستوى الأفريقي»، وكشفت عن لقاءات ستتم خلال الأيام المقبلة، على مستوى استخبارات البلدين والجانبين العسكريين عموماً. وأشارت الوزارة إلى تفاهم مشترك بين الطرفين حول سبل مكافحة الإرهاب وتهريب البشر في المنطقة، مشيرة إلى تطابق وجهتي نظر الجانبين حول كيفية إعادة الاستقرار إلى ليبيا. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية قريب الله خضر إن اجتماع لاسكاريس مع غندور ركز على الأوضاع في كل من ليبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى والصومال، مؤكداً أنه تم التوافق على ضرورة التنسيق والتعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في تلك الدول. وفي المقابل، أكد المسؤول الأميركي أن المحادثات كانت إيجابية ومثمرة وبناءة وأن بلاده تتطلع إلى تطوير العلاقات العسكرية مع السودان. وقال إن هنالك تفاهماً حول كيفية محاربة الإرهاب في المنطقة وبخاصة الصومال. إلى ذلك، أعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد أمس، تعيين الفريق الكيني ليونارد ميريوكي أنقوندي قائداً للقوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد)، خلفاً للرواندي فرانك موشيو كمانزي. وأفاد بيان ل «يوناميد» بأن الفريق أنقوندي يشغل حالياً منصب قائد كلية الدفاع الوطني وهو منصب ظل يشغله منذ عام 2016. ويتمتع الفريق أنقوندي بسجل متميز مع قوات الدفاع الكينية امتد لأكثر من 39 سنة، توجه بتوليه منصب قائد الجيش الكيني. كما شغل منصب قائد قوات بعثة الاممالمتحدة في ليبريا وقائد الكتيبة الكينية في بعثة الأممالمتحدة في سيراليون كما عمل ضمن فريق الأممالمتحدة للمساعدة الانتقالية في ناميبيا. من جهة أخرى، كشفت وزارة المال السودانية عن رفع وزارة الخزانة الأميركية الحظر عن أرصدة تخص سفارة السودان في كوريا الجنوبية. وقال وزير المال بالوكالة عبدالرحمن ضرار فى تصريح إن «وزارة الخزانة الأميركية رفعت حظراً فرضته سابقاً على مبلغ مالي يخص سفارة السودان في سيول، وهذه خطوة إيجابية تنبئ عن تقدم في العلاقات المالية بين السودان والعالم الخارجي». وأفاد بأن المبلغ الذي لم يحدده، مخصص لشركة «داو» الكورية وتم حظره منذ عام 2015، مشيراً إلى أن الشركة أفادت أخيراً بأن المبلغ وصل إلى حسابها من المصرف الأميركي. واعتبر ضرار أن قرار فك الحظر «يأتي في إطار الإجراءات المالية المعلنة من الحكومة الأميركية للسودان أخيراً»، وتابع: «نتطلع للرفع الكامل للعقوبات بخاصة عقب استيفاء البلاد الشروط كافة». وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، أصدر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أمراً تنفيذياً يخفف العقوبات المفروضة على السودان منذ 19 سنة على أساس الاختبار، وشمل القرار فك الأرصدة المجمدة والسماح للتحويلات المالية من السودان وإليها في شكل طبيعي. وكان من المقرر أن يصبح تخفيف العقوبات دائماً في 12 تموز (يوليو) الماضي ما لم تقرر الإدارة الأميركية تمديده، لكن الرئيس دونالد ترامب أصدر أمراً تنفيذياً جديداً مدد فيه الموعد النهائي مرة أخرى ثلاثة أشهر، مع الإبقاء على تخفيف موقت وجزئي، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من الوقت لتقييم عملية رفع كامل للعقوبات.