كشف قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء ايال زمير أن إسرائيل شرعت اخيراً ببناء «أهم عائق تحت الأرض» على طول الحدود مع قطاع غزة لمواجهة خطر الأنفاق، وأنها ستكمل المشروع «حتى بثمن حرب عادلة من جهتنا على حركة حماس». كما سيقيم الجيش سياجاً فاصلاً على الحدود البحرية وكاسر أمواج على طول كيلومترات عدة. وحاول زمير في لقاء بادر إليه مع صحافيين عسكريين إسرائيليين إقناعهم بأن المشروع الجديد الذي يشمل إقامة سياج معدني مقوّى على ارتفاع ستة أمتار وجدار من الاسمنت المسلح بعمق عشرات الأمتار تحت الأرض، سيشكل أنجع رد لحرب الأنفاق من القطاع، والتي أحرجت إسرائيل في الحرب الأخيرة على القطاع قبل ثلاثة أعوام. وقال إن العمل في إقامة السياج والجدار بتكلفة إجمالية تبلغ 3 بلايين دولار قد ينتهي اواخر العام المقبل. وأشار إلى أنه تمت إقامة مصانع باطون في عدد من النقاط على الحدود، وأنه تم استقدام مئات العمال من خارج إسرائيل، بالإضافة إلى العمال الذين تسللوا إلى إسرائيل طلباً لملجأ. وأردف أن الأشغال ستدخل وتيرة عالية بعد شهرين إذ ستتم في آن واحد في أربعين موقعاً على الحدود بمشاركة ألف عامل سيعملون 24 ساعة يومياً بهدف تسريع العمل. وأفادت وسائل الإعلام العبرية بأن السياج الجديد (تحته الجدار الإسمنتي) سيكون على بعد مئات الأمتار شرق السياج القائم اليوم في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، على أن يتم ملء المسافة الفاصلة بين السياجين بتلال من التراب، مع شق مسالك تتيح لدبابات الجيش ووحداته التجول فيها والقيام بدورياتها، وستكون على غرار تلك التي أقيمت في الحدود بين إسرائيل ومصر، لكن أكثر سمكاً. وأضافت أن الجدار تحت الأرض سيكون مجهزاً بأحدث الأجهزة الالكترونية ومجسّات ترصد اي تحرك وترسل إنذارات بأن هناك من يقترب من الجدار. وقال زمير للمراسلين العسكريين أن لإسرائيل الحق في إقامة هذا الجدار، «والتخبط الآن هو في الطرف الثاني، إذ سيعيد تقويم الوضع، وإذا اختار أن يشرع في حرب، فمن جهتنا سيكون الأمر مبرراً لشن حرب، إذ ان العائق سيقام في كل الأحوال، وعلى حماس ان تستوعب هذه الرسالة». وتابع أنه يتوقع تصعيداً على الحدود، و «عليه أعطت هيئة الأركان تعليماتها إلى القيادة الجنوبية بالحفاظ على الهدوء على الحدود في موازاة مواصلة بناء الجدار، وتبقى رغبتنا في اطالة فترة الهدوء إلى جانب المس بقدرات حماس من دون التصعيد». خرائط لأنفاق تحت بيوت وعرض زمير صوراً لمواقع قال إنها تابعة ل «حماس» في القطاع تستخدمها كمداخل للأنفاق. ويعتزم الجيش استخدام معلوماته الاستخباراتية وهذه الصور لنشرها في وسائل الإعلام لتهيئة المجتمع الدولي في شأن أي تحرك عسكري إسرائيلي في المستقبل ضد غزة. وأظهرَ أحدها بيت لاهيا، حيث «يوجد منفذ لنفق تحت الأرض مرتبط بمسجد، ومبنى آخر في مخيم الشاطئ من تحته مدخل لشبكة أنفاق»، محذراً: «أي مواطن يتيح للتنظيمات الإرهابية استخدام ممتلكاته لحاجات عسكرية إنما يعرض حياته وحياة عائلته وأملاكه للخطر». وختم: «في حال الطوارئ، ستكون هذه المواقع ضمن بنك الأهداف، وكل من سيكون في بيت يشكل بنية تحتية لنفق إنما يخاطر بحياته. نريد أن نجعل من هذه المواقع مصيدة موت، ولن نسمح بإقامة قاعدة عسكرية في بيئة مدنية، وتخطئ حماس إن اعتقدت أن هذه البيئة تمنحها حصانة». «حماس»: الجدار إعلان حرب ووصف مسؤول في «حماس» امس بناء الجدار الأمني الاسرائيلي حول قطاع غزة بمثابة اعلان حرب. ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن المسؤول قوله ان بناء الجدار هو خطوة أخرى في تكثيف الحصار على قطاع غزة، مؤكداً أن «حماس» لن تسمح للاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ مخططاته وجرائمه تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وستعمل على منع بناء هذا الجدار بالسبل كافة الممكنة لديها. وأضاف: «دخول قوات الاحتلال وآلياتها الى قطاع غزة، سيواجه برد قاس من حماس، ولن نجلس مكتوفي الأيدي وسترد الحركة الرد القاسي الذي تعرفه اسرائيل».