الخطر القادم ضد إسرائيل من أنفاق المقاومة في قطاع غزة هو الحديث اليومي للمسؤولين الإسرائيليين المتطرفين، الذي بات يتصدر وسائل الإعلام الإسرائيلية ضمن سياسة عنصرية، يخشي المراقبون أن تكون مقدمة لعدوان جديد مجهول التوقيت ضد القطاع، سيما وأن عدوان صيف 2014 بدأ بعدما استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية نفقاً لكتائب القسام جناح حماس المسلح واستشهد فيه عدد من مقاتليها. وبدأ الجيش الإسرائيلي البحث عن تلك الأنفاق على طول السياج الحدودي الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة، منذ ما يزيد عن عام، وأنفق مبالغ مالية طائلة، قبل أن يحصل على دعم مالي إضافي من واشنطن للاستمرار بالبحث، لكنه لم يكتشف أيا من تلك الأنفاق حتى اللحظة، في حين تؤكد المقاومة أن معركتها لن تتوقف مع إسرائيل وأن مقاتليها يعملون على التجهيز والإعداد للقاء الاحتلال. واستشهد الشهر الماضي سبعة من أفراد القسام بانهيار نفق كانوا يجرون فيه إصلاحات. وأعلنت حماس في حفل تأبين الشهداء السبعة أن ذاك النفق هو الذي أسر بداخله الجندي الإسرائيلي شاول ارون 20 تموز لعام 2014. وتعد منظومة الأنفاق سلاحاً استراتيجياً بحوزة المقاومة في القطاع، ولمع نجمها أثناء العدوان الأخير، وتمكنت خلالها من توجيه ضربات قوية للجيش الإسرائيلي خلف صفوفه. وبنيت بسرية وحرفية عالية تسمح للمقاتلين بالتواري فيها عن الأنظار من الطائرات الحربية الإسرائيلية عند علميات إطلاق الصواريخ اتجاه إسرائيل. وحسب أكثر من شاهد عيان من سكان المناطق الحدودية تحدثوا ل"اليوم"، فإن الجيش الإسرائيلي يبحث عن أنفاق المقاومة على مدار الساعة وبشكل متواصل على طول السياج الحدودي الشرقي للقطاع، من بلدة بيت حانون شمالاً حتى مدينة رفح جنوبًا، مستخدماً عشرات الآليات الهندسية المخصصة للحفر، إضافة إلى معدات أخرى حديثة، تُرى لأول مرة. وتتمركز عمليات البحث حاليا عند موقع صوفا العسكرية شمال مدينة رفح وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبها، في حين تتمركز آليات منذ أيام بالقرب من موقع الفراحين العسكري شرقي عبسان، وموقع النجار شرقي بلدة خزاعة، وقرب موقع أحراش كيسوفيم شرقي بلدة القرارة، بمدنية خان يونس. وفي وسط القطاع يجري البحث شرقي بلدة جحر الديك، ومحيط موقع ناحل عوز شرقي حي الشجاعية، وموقع ملكة شرقي حي الزيتون، وأما في شمال القطاع فأوضح الشهود أن الحفريات تجري على طول الشريط الفاصل بين بلدة بيت حانون والأراضي المحتلة. وأكد الشهود أنهم لاحظوا الأيام الماضية تكثيفا لأعمال البحث التي تحدث وسط حراسة أمنية مشددة من الجيش الإسرائيلي، وانتشار واسع للقناصة ويشرف عليها سلاح الهندسة. وكان رئيس الدائرة السياسية - الأمنية بوزارة الجيش الإسرائيلي عاموس جلعاد كشف النقاب في وقت سابق عن مساهمة الولاياتالمتحدة بأكثر من 100 مليون دولار وذلك في إطار مشروع تكنولوجي إسرائيلي أمريكي لكشف أنفاق القطاع، في وقت تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مخاوف مستوطني غلاف غزة حول ما سمعوه مؤخرًا لأصوات حفر تحت منازلهم. وقال تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت": إنه في الأيام الأخيرة تصاعدت مخاوف المستوطنين في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة من أنفاق حماس، ورغم الادعاءات المتكررة للمستوطنين بشأن سماع أصوات حفر تحت الأرض، فإنه لم يتم حتى اليوم الكشف عن أي نفق هجومي في داخل إسرائيل. ومع ذلك، فإن الجيش يقوم بفحص كل شكوى على حدة. وكان رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات المحيطة بالقطاع قد طرحوا مجددا فكرة إقامة عقبة (سياج ذكي)، كان قد خطط لبنائه على طول الحدود مع قطاع غزة بما يضمن الرد على خطر الأنفاق.