أكد قائمقام تلعفر عبد العال العبيدي أن استعادة القضاء من سيطرة «داعش» أمر «محتوم»، لكن هناك تحديات «صعبة عسكرياً واجتماعياً تتطلب وضع خطة لتحقيق التعايش السلمي»، فيما حذر عضو في مجلس محافظة نينوى من «استغلال التنظيم قرار إشراك الحشد الشعبي في المعركة لخلق توتر في المنطقة». وقال عبد العال ل «الحياة» إن «المعركة تواجه تحديات صعبة، لكن لا أتوقع أن تكون أصعب من معركة الجانب الغربي من الموصل، وهي تحصيل حاصل والتحرير محتوم سواء كان صعباً أو سهلاً أو بخسائر كبيرة أو قليلة، لكن يصعب التنبؤ بمدة إنجاز النصر، على رغم أن داعش يعاني من انهيار عسكري ومعنوي، ولدينا معلومات أن هناك حالات هروب، ونهايته مسألة وقت». ولفت إلى أن «التحدي الأول هو الأمن المتمثل بتصفية الدواعش والمتورطين معهم وخلاياه النائمة، يليه تحديات التعايش السلمي بعد الشرخ الذي خلقه داعش بين الأديان والقوميات والعشائر والمدن وهذه مهمة صعبة، ومن ثم يأتي التحدي الخدمي وجهود الإعمار». وعن المخاوف من مشاركة «الحشد الشعبي» قال، إن «الوضع العراقي في شكل عام فيه تحديات كثيرة وله أبعاد وظروف مختلفة، والحشد لديه خط محدد وربما هناك نوع من التوافق في الخطط العسكرية، وقد تقع أخطاء وخسائر، لكن نتمنى أن لا تحصل بعض الأمور، والواقع أننا اليوم نعيش معتركاً صعباً، ونأمل في أن تجد أطراف التحالف الدولي والأمم المتحدة وتركيا معادلة للتعايش السلمي بأقل الخسائر والفتن، فبعض الذين خسروا أبناءهم وأحباءهم قد لا يرغبون في عبور هذه المرحلة وسيختارون الانتقام». إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري أمس بأن «قطعات من الجيش وصلت إلى أطراف القضاء، بالتزامن مع قصف جوي يستهدف منذ أيام مواقع حيوية للتنظيم تمهيداً لعملية الاقتحام». وعن الصعوبات التي ستواجه المعركة قال عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي ل «الحياة» إن «قضاء تلعفر واسع جداً وهو من أكبر الأقضية مساحة وسكاناً تتبعه وحدات إدارية أهمها المحلبية والعياضية، وتركيبته العمرانية معقدة وفيه أزقة ضيقة في المدينة القديمة والتنظيم موجود بكثافة في هذه المنطقة، ومصير الرهائن هناك مقلق للغاية، ونحذر من استخدام القوة المفرطة كما حصل في الموصل القديمة كي لا تتكرر المأساة». وأضاف أن «تدمير القضاء سيضعنا أمام معضلة كبيرة في المستقبل، وسيكون هناك ضحايا من الأطفال والنساء، فضلاً عن الصعوبات التي ستعرقل الإعمار ما يخلق مشكلات مركبة في عودة النازحين وتعويض المتضررين وغيرها». وحذر من أن «استمرار محاصرة التنظيم بهذه الطريقة وعدم ترك منفذ له للهرب، سيجعل عناصره يقاتلون بكل شراسة إذ لن يكون أمامهم خيار آخر». وأشار الحديدي إلى أن «هناك قلقاً من إشراك قوات الحشد الشعبي في المعركة في وقت نحتاج إلى المصالحة، ففي تلعفر شيعة وسنة، ونحتاج إلى بذل جهود لتلاحم ولقاء رموز المجتمع مع قادة الحشد تسبق التحرير لطمأنة كل الأطراف». وتابع أن «داعش قرر الانتحار وهو يدرك حقيقة نهايته، ولا يخشى هذه النتيجة بناء على عقيدته، وسيضرب الجميع بقوة. بعد التحرير نأمل في أن يتوافر خطاب وطني من الحكومة الاتحادية والقوات الأمنية، وأن تسبق عملية التحرير اجتماع لأهالي تلعفر».