خاضت القوات العراقية، بإسناد جوي أميركي أمس، معارك ضارية لاستعادة قرية في جنوب الموصل سيطر عليها «داعش» أخيراً ، فيما أكدت مسؤولة دولية أن التقديرات المتعلقة بالوضع الإنساني والنازحين في المدينة «فاقت السيناريو الأسوأ». وأفاد مصدر عسكري أمس بأن الجيش «يواصل عملياته من محورين، ويتقدم للسيطرة على قرية إمام غربي، في ناحية القيارة (جنوب الموصل) التي سيطر عليها عناصر من «داعش» قبل أسبوعين، وقد احتلوا المسجد والشارع الفاصل بين الناحية وقضاء الشرقاط (شمال صلاح الدين)، وتمكن من قتل عدد من مسلحي العدو»، مشيراً إلى أن «المروحيات والمدفعية الأميركية تقدم دعماً مؤثراً إلى القوات المهاجمة». بالتزامن، أعلن مصدر محلي في قضاء الحضر أن «قوات الحشد الشعبي صدت هجوماً لداعش جنوب غربي القضاء، بعد إرساله تعزيزات لدعم الحشد العشائري الذي تعرض لهجمات مباغتة خلال الأسبوع الجاري». الى ذلك، أعلن قائد معركة الموصل الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان أن قواته «قتلت عدداً من إرهابيي داعش كانوا يختبئون في السراديب والأنقاض والأنفاق في المدينة القديمة، وذلك في إطار عمليات التطهير وملاحقة ما تبقى من العناصر الإرهابية». وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قواته «تفتش المباني والخنادق والسراديب والأنفاق في الموصل القديمة بحثاً عن الدواعش المتخفين ومخلفاتهم ونصبت الحواجز للتدقيق في هويات المدنيين العائدين إلى منازلهم في المناطق المحررة». وتداولت وسائل إعلام محلية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر استهداف الطائرات عناصر من التنظيم، أثناء محاولتهم التسلل عبر نهر دجلة إلى الجانب الشرقي للموصل. وقال مصدر في الدفاع المدني أن أحد الضباط «استشهد وأصيب 3 بانفجار عبوة ناسفة في محلة المشاهدة، أثناء انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض». وعلى رغم مرور أكثر من أسبوع على إعلان تحرير المدينة، إلا أن هناك جيوباً متخفية بين أنقاض المباني المهدمة وشبكة أنفاق كان حفرها التنظيم قبل الحملة العسكرية. وإلى الغرب من الموصل، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أن «ضربات جوية عراقية طاولت تجمعاً للإرهابيين في ناحية المحلبية في قضاء تلعفر، ومعملاً للعبوات في حي القادسية، أسفرت عن قتل 24 إرهابياً وحرق خمس عجلات ومواد تفجير، تدمير مقار رئيسية للاتصالات وتجمعات عناصر العدو الأجنبية، وقتل حوالى ثمانية من القادة وأربعة عشر عنصراً في حي القلعة». ودعا سياسيون وخبراء عسكريون الى الإسراع في استعادة تلعفر، وهي آخر معقل مهم للتنظيم في نينوى، في ظل مخاوف من قدرته على إعادة ترتيب أوضاعه والتسلل إلى المناطق المحررة لشن هجمات وعمليات انتحارية. وأشارت مصادر محلية الى أن «داعش» اتخذ أخيراً إجراءات أمنية ووقائية صارمة، وأعدم مدنيين بتهم مختلفة، في محاولة لمنع الوضع الداخلي من أي انهيار، إثر خسارته الموصل. إلى ذلك، ذكر إعلام «الحشد الشعبي» أن قواته «قتلت اثنين من انغماسيي داعش وخمسة عناصر، وفجرت عربة تحمل رشاشاً، في اشتباك وقع جنوب غربي صحراء نينوى، فيما تمكنت ثلاث عربات من الفرار، وتم إسقاط طائرة مسيرة في منطقة تل صفوك على الشريط الحدودي بين العراق وسورية». وأكدت المنسقة الدولية للمساعدة الإنسانية في العراق ليز غراندي أن «تقديراتها في ما يتعلق بتبعات عملية استعادة الموصل على الصعيد الإنساني فاقت السيناريو الأسوأ، ليبلغ عدد النازحين من المدنيين 940 ألف شخص، فيما كان التوقع الأسوأ فرار 450 ألفاً كأقصى حد»، مشيرة إلى أن «710 آلاف شخص ما زالوا يعتبرون نازحين، معظمهم من الجانب الغربي للمدينة». وذكرت غراندي أن «15 من أصل 54 حياً سكنياً تم محوها»، فيما تم تدمير نصف المباني في 23 حياً، وتعرض 16 حياً لأضرار طفيفة، ما يتطلب توفير 900 مليون دولار لإعادة إعمارها».