استقرت أسعار النفط أمس، بعد أنباء عن تقلص إمدادات الخام من السعودية بددت أثر زيادة إمدادات منتجين آخرين من بينهم الولاياتالمتحدة. وأكدت مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» أن «شركة أرامكو السعودية ستخفض مخصصات الخام لزبائنها حول العالم في أيلول (سبتمبر) بما لا يقل عن 520 ألف برميل يومياً». ويتماشى هذا الخفض مع التزامات المملكة في اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والذي يهدف إلى تعزيز أسعار الخام التي تضررت لأكثر من ثلاث سنوات من تخمة في المعروض. وأكد المصدر الأول أن «مخصصات الخام لشركات النفط الكبرى وبعض الزبائن في أوروبا ستنخفض بواقع 220 ألف برميل يومياً في أيلول، بينما تتقلص الإمدادات للولايات المتحدة بنحو 1.1 مليون برميل إجمالاً الشهر المقبل». ومن بين تسع مصاف آسيوية شملها مسح «رويترز»، لفتت ست مصاف إلى أنها أُبلغت بأول خفض للإمدادات منذ اتفاق المنظمة ومنتجين آخرين. وأشار أحد المصادر إلى أن المخصصات السعودية للصين ستنخفض بواقع مليوني برميل كلاً في أيلول. وستنخفض إمدادات النفط للصين في الأغلب بين خمسة وعشرة في المئة وفقاً لأحد المصادر، إلا أن زبوناً واحداً رئيسياً على الأقل، أشار إلى أنه سيحصل على المخصصات كاملة، وقال آخر إن الخفض أقل من خمسة في المئة. وأكدت مصادر مختلفة أن مخصصات مصفاتين في جنوب شرقي آسيا خفضت بين 10 و13 في المئة، بينما خفضت المخصصات لمصفاة في كوريا الجنوبية عشرة في المئة. وأكد المصدر الأول أن الخفض في مخصصات كوريا الجنوبية تجاوز مليوني برميل للشهر كاملاً، بينما تتجاوز الخفوضات للهند مليون برميل. وتابع أن «خفض مخصصات اليابان يقترب من مليوني برميل في أيلول». وخفضت «أرامكو السعودية» الإمدادات إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا ولكن نسب الخفض كانت أقل في آسيا خلال الشهور الماضية من أجل حماية حصتها في السوق في المنطقة التي تشهد أسرع نمو للطلب. وقال متعامل كبير طلب عدم نشر اسمه عملاً بسياسة الشركة، إن «من المتوقع أن تبقي السعودية على الخفوضات للولايات المتحدة لأن استراتيجيتها لخفض المخزون الأميركي نجحت». وأشارت مصادر إلى أن معظم الخفوضات السعودية هي من الخامات الخفيفة مثل «الخام العربي» الخفيف أو «الخام العربي» الخفيف جداً، إذ إن «أرامكو السعودية» تخطط لأعمال صيانة حقل صغير ستتسبب في خفض إمدادات الخام الخفيف في أيلول. وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» 20 سنتاً إلى 52.57 دولار للبرميل، بينما زاد الخام الأميركي الخفيف 20 سنتاً إلى 49.59 دولار للبرميل. وصرح رئيس أسواق السلع الأولية لدى «ساكسو بنك» في الدنمارك أولي هانسن، الى منتدى «رويترز» النفطي العالمي، بأن «الدعم يأتي من استقرار عدد الحفارات الأميركية وتراجع المخزون في الولاياتالمتحدة وخفض السعودية صادراتها»، مضيفاً: «لكن في المقابل ما زال لدينا النمو الكبير في إمدادات الولاياتالمتحدة وليبيا ونيجيريا». إلى ذلك، لفتت مصادر مطلعة إلى أن مسؤولين من «أوبك» ومن خارجها، يجرون اجتماعات لليوم الثاني في أبوظبي لمناقشة سبل تعزيز مستوى الالتزام باتفاق لخفض إنتاج النفط. وأكد أحد المصادر أن لجنة تضم روسيا والكويت والسعودية، إلى جانب مسؤولين من مقر «أوبك» في فيينا عقدوا اجتماعات منفردة في أبوظبي مع مسؤولين من العراق والإمارات وقازاخستان وماليزيا. وأشارت مصادر إلى أن بياناً بشأن جهود تعزيز الالتزام تتم صياغته. في سياق منفصل، أظهرت بيانات ملاحية أن واردات الهند النفطية من العراق ازدادت 31.5 في المئة في تموز عن الشهر السابق، ما يساهم في عودة البلد الشرق الأوسطي ليصبح أكبر مورد نفط إلى الهند للشهر الرابع على التوالي. واستوردت الهند 954 ألفاً و400 برميل من النفط يومياً من العراق في تموز في مقابل 725 ألفاً و800 برميل يومياً في حزيران. وارتفعت واردات النفط الهندية من العراق في تموز أيضاً بنسبة 50 في المئة تقريباً عن الشهر ذاته من العام الماضي. كما أظهرت البيانات أيضاً هبوط واردات الخام الإيرانية 16.3 في المئة خلال تموز، بانخفاض 20.7 في المئة عن السنة الماضية. وفي سياق منفصل، أظهرت وثيقة اطلعت عليها «رويترز» أن قطر حددت بأثر رجعي سعر البيع الرسمي لشحنات تموز من خامها البحري عند 46.95 دولار للبرميل، بارتفاع 1.10 دولار للبرميل عن الشهر السابق. كما حددت سعر البيع الرسمي للخام البري في تموز عند 47.80 دولار للبرميل بارتفاع 1.30 دولار عن الشهر السابق. وتراجع متوسط واردات النفط الصينية اليومية في تموز (يوليو) إلى أدنى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير) مع سحب المصافي من المخزون بعد شراء كميات كبيرة في وقت سابق من السنة، وفي وقت خفضت المصافي إنتاجها. وأفادت الإدارة العامة للجمارك بأن الصين اشترت 34.74 مليون طن من النفط الخام في تموز، وإن كان هذا يظل أعلى بنحو 12 في المئة من مستويات تموز 2016. وأظهرت بيانات الجمارك أن الواردات زادت في أول سبعة أشهر من السنة 13.6 في المئة على أساس سنوي. وأظهرت البيانات ارتفاع واردات الغاز الطبيعي ثلاثة في المئة على أساس شهري. وزير النفط العراقي يزور الرياض غادر وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أمس بلده متجهاً إلى السعودية، حيث سيجتمع مع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، لمناقشة تطورات سوق النفط وجهود منظمة «البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) لتحقيق الاستقرار في السوق. ولفت بيان لوزارة النفط العراقية إلى أن الزيارة تأتي بعد دعوة من وزير الطاقة السعودي الفالح، وأن وفداً من مسؤولي الطاقة العراقيين سيرافق اللعيبي. وأضافت أن «اللعيبي سيناقش سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتطويرها، خصوصاً في مجال النفط والغاز وبما يخدم المصالح المشتركة». وأكد اللعيبي في البيان، أن «الجانبين سيناقشان تطورات السوق النفطية والتنسيق والجهود المشتركة من أجل تحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها في اجتماعات أوبك، ومحاولة إعادة التوازن للسوق النفطية العالمية ودعم أسعار النفط»، إضافة الى التعاون في قطاع النفط والغاز. وأفادت مصادر بأن الوفد العراقي سيزور أيضاً شركة النفط الحكومية «أرامكو السعودية».