عادت أسعار النفط إلى الارتفاع أمس لتلتقط أنفاسها بعد تعرضها لضغوط على مدى الشهر الأخير نتيجة ارتفاع الإنتاج في الولاياتالمتحدة وليبيا ونيجيريا، ما أضعف أثر مبادرة تقودها «أوبك» لدعم السوق من طريق تقليص الإنتاج. وارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» 17 سنتاً إلى 47.54 دولار للبرميل. وزادت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 15 سنتاً إلى 44.89 دولار للبرميل. وأسعار كلا الخامين منخفضة نحو 13 في المئة منذ أواخر أيار (مايو) عندما قرر منتجون بقيادة «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) تمديد تعهدهم بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً لتسعة أشهر إضافية. وأكد متعاملون أن الزيادة المطردة في الإنتاج الأميركي وارتفاع إنتاج ليبيا ونيجيريا اللتين لم يشملهما اتفاق الخفوضات، يقوّض الجهود التي تقودها المنظمة في المدى القريب. وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» كارستن فريتش: «لا يوجد ما يدعو إلى الإغراق في التفاؤل في الوقت الحالي». إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية تراجع صادرات السعودية من النفط الخام 226 ألف برميل يومياً في نيسان (أبريل) مقارنة بالشهر السابق، مع سحب المملكة من مخزونها على رغم استقرار إنتاج الخام. ووفقاً لأرقام مبادرة البيانات المشتركة، صدّر أكبر منتج في «أوبك» 7.006 مليون برميل يومياً في نيسان انخفاضاً من 7.232 مليون برميل يومياً في آذار (مارس). وضخّت المملكة 9.946 مليون برميل يومياً في نيسان ارتفاعاً من 9.90 مليون برميل يومياً في آذار. وأظهرت الأرقام انخفاض مخزون الخام السعودي 3.927 مليون برميل إلى 263.927 مليون في نيسان من 267.854 مليون في آذار. وكان مخزون النفط الخام السعودي بلغ ذروته في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 عندما سجل مستوى قياسياً عند 329.430 مليون برميل. وعالجت مصافي التكرير المحلية في السعودية 2.651 مليون برميل يومياً في نيسان ارتفاعاً من 2.261 مليون برميل يومياً في آذار. وزادت صادرات المنتجات النفطية المكررة في نيسان إلى 1.455 مليون برميل يومياً من 1.399 مليون برميل يومياً في الشهر السابق وفقاً للأرقام. واستهلكت السعودية 421 ألف برميل يومياً من النفط الخام لتوليد الكهرباء في نيسان، بزيادة 116 ألف برميل يومياً عن آذار، في حين زاد الطلب السعودي على المنتجات النفطية 335 ألف برميل يومياً إلى 2.461 مليون برميل يومياً في نيسان مقارنة بالشهر السابق. إلى ذلك، أكد مصدر نفطي ليبي لوكالة «رويترز»، أن إنتاج ليبيا من الخام ارتفع أكثر من 50 ألف برميل يومياً إلى 885 ألف برميل يومياً، بعدما توصلت «المؤسسة الوطنية للنفط» إلى تسوية لخلاف مع «فينترشال» الألمانية كان قد تسبب في خفض الإنتاج نحو 160 ألف برميل يومياً. وفي الأسبوع الماضي توقعت المؤسسة انتعاش إنتاج ليبيا عضو منظمة «أوبك» إلى 900 ألف برميل يومياً في المدى القصير. وتستهدف ليبيا الوصول بالإنتاج إلى مليون برميل يومياً بنهاية تموز (يوليو). في سياق منفصل، تراجعت واردات اليابان من النفط الخام 13.55 في المئة في أيار عن مستواها في الفترة ذاتها قبل سنة. وأكدت وزارة المال اليابانية أن بيانات التخليص الجمركي تظهر تراجع واردات البلاد من النفط الخام، مشيرة إلى أن اليابان، رابع أكبر مشتر للخام في العالم، استوردت 2.83 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. وبلغ إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال 6.239 مليون طن الشهر الماضي بزيادة 13 في المئة على أساس سنوي. وانخفضت واردات الفحم الحراري المستخدم في توليد الكهرباء 10.8 في المئة في أيار إلى 7.683 مليون طن.