حقق الرئيس الرواندي المنتهية ولايته بول كاغامي والذي يحكم بلاده بقبضة حديد منذ 1994، فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية بفوزه ب98 في المئة من الأصوات، كما أظهرت نتائج فرز ثمانين في المئة من الأصوات ونشرتها اللجنة الانتخابية أمس. وحصل كاغامي على 98.66 في المئة من الأصوات، فيما حصل كل من خصميه على أقل من واحد في المئة. وقدرت اللجنة الانتخابية نسبة الذين صوتوا ب97 في المئة من الناخبين المسجلين. وتفيد هذه النتائج أن المرشح المستقل فيليب مبايمانا حصل على 0.72 في المئة، فيما حصل فرانك هابينيزا زعيم «الحزب الديموقراطي الأخضر»، حزب المعارضة الوحيد في رواندا، على 0.45 في المئة. وقال كاليسا مكباندا، رئيس اللجنة: «نعتقد أننا سنحصل على النتائج نفسها، ولن يطرأ تغيير بعد فرز كل الأصوات». وبعد الاقتراع الذي جرى بهدوء الجمعة، تجمع المئات في كيغالي مساء، أمام شاشة عملاقة في ملعب رياضي، للاحتفال بالفوز المتوقع لكاغامي. وقال شاب كان يرقص على وقع موسيقى صاخبة «نحتفل ببول كاغامي». وأكد آخر يدعى بروس ايراغوها (22 سنة) «إنها نتيجة جيدة. إنها الجبهة الوطنية الرواندية حزب كاغامي. نحن واثقون من فوزه». وحتى قبل الاقتراع، كان من المتوقع أن يحقق كاغامي (59 سنة) الذي يعتبره البعض صاحب رؤية ويصفه آخرون بالطاغية، فوزاً ساحقاً لولاية رئاسية ثالثة مدتها سبع سنوات. ولم يثر خصماه أي اهتمام في حملة سيطر عليها حزبه المهيمن على كل قطاعات المجتمع في هذا البلد الصغير في منطقة البحيرات العظمى. وقال المتعهد جان باتيست روتايسيري (54 سنة) الذي أدلى بصوته في المركز حيث صوت الرئيس في كيغالي إن كاغامي «حرر البلاد وضمن استقرارها والآن يمكننا السير في أنحاء البلد بأمان ليلاً ونهاراً». وعلى رغم إدراكه أنه لا يتمتع بأي فرصة للفوز، قال هابينيزا ل «فرانس برس» إنه يشعر بالارتياح «لأنها المرة الأولى منذ 23 سنة التي يظهر فيها اسم حزب معارض على بطاقات الاقتراع». وفي تاريخ رواندا ما بعد الإبادة، لم يترشح للانتخابات الرئاسية سوى مستقلين أو حلفاء لكاغامي. وخلال الحملة الانتخابية، اشتكى خصما كاغامي من صعوبات عدة بينها الوقت غير الكافي لجمع تبرعات والقيام بالحملة. وأثناء تجمع عقده أخيراً، صرح هابينيزا بأن رفع أعلام حزبه شكل تحدياً حقيقياً. وأوضح: «قالوا لنا إننا يمكن أن نرفع أعلامنا في أي مكان لا وجود فيه لأعلام الجبهة الوطنية، لكن للأسف الجبهة الوطنية رفعت أعلامها في كل مكان». وبدا فوز كاغامي محسوماً منذ الاستفتاء الذي أجري في كانون الأول (ديسمبر) 2015 حول تعديل دستوري انتقده المراقبون ويسمح للرئيس بالترشح لولايتين أخريين من سبع سنوات والبقاء في الحكم نظرياً حتى 2034. وهو حصل على تأييد 98 في المئة من الروانديين. ويحكم كاغامي البلاد منذ أن أطاحت «الجبهة الوطنية الرواندية»، حركة التمرد التي كان يقودها، في تموز (يوليو) 1994 حكومة المتطرفين الهوتو ووضعت حداً لحملة الإبادة التي بدأت قبل ذلك بثلاثة أشهر وأودت بحياة 800 ألف شخص معظمهم من أقلية التوتسي. وأعيد انتخاب كاغامي في 2003 و2010 بأكثر من 90 في المئة من الأصوات بحسب النتائج المعلنة. وشهدت البلاد التي خرجت منهكة من حملة الإبادة، نمواً لافتاً في عهده ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، غير أنه متهم أيضاً بالتعرض لحرية التعبير وقمع أي معارضة ضده وقد اغتيل العديد من معارضيه أو أودعوا السجن أو انتقلوا إلى المنفى.