كان «آشر موسى» يقف خارج المطعم ينتظر زوجته، وكان يشعر بالحزن، إذ إن شقته انخفضت قيمتها، واضطر لأن يتركها ويعيش مع «حماته» في شقتها، حتى يُؤجّر شقته، وكان يعمل فنياً كهربائياً، إلا أنه بدأ يشعر بالملل مِن هذه المهنة، فطفق وعمره 25 سنة يتعلّم قيادة سيارة الأجرة، وحصل على رخصة قيادة، واستمر ست سنوات يطوف شوارع لندن مفكّراً كيف ينهض بنفسه. في يوم ما كان يستمع إلى الراديو، فسمع العصامي «فيكتور كيام» يقول: «ابحث عمّا تملكه، ثم أحسن استغلاله!» وهنا وقف «آشر» ليُفكّر: ماذا أملك؟ أملك سيارة التاكسي هذه، ثم أردف: وكيف أُحسِن استغلالها؟ كان «آشر» يُقود سيارته الأجرة طوال الليل، وتقفُ بدون عمل طوال النهار، فقرّر عرضها للإيجار بالنهار. بمرور الوقت، تجمّع لديه بعض المال الإضافي من عمل السيارة طوال اليوم، فقرّر شراء سيارة أجرة ثانية، والتي عرضها للإيجار طوال اليوم، وفي خلال أربع سنوات، كان قد اشترى 97 سيارة أجرة! ثم حدث يوماً أن عرض «آشر» القيام بالدعاية والإعلان لصالح مؤسسة خيرية، على جانب سيارته الأجرة التي يقودها، وبينما هو يقود سيارته، استوقفه فريق تصوير تلفزيوني، وطلبوا منه تصوير سيارته وعليها الدعاية، وبعدما سمح لهم.. توقّف ليُفكّر، إذا كان هذا الإعلان له هذا التأثير، فحتماً بإمكانه فعل المزيد! وجد أنه قادر على الدعاية للسياحة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر تزيين كل سيارة أجرة بصور خاصة بكل ولاية، ولضمان وصول الرسالة، كان على كل قائد سيارة أجرة السفر إلى الولاية التي تحمل سيارته إعلانها، ليعلم عنها معلومات كثيرة، وليتحدّث مع الركاب عنها. اتصل «آشر» بالسفارة الأمريكية في لندن، وهم أوصلوه بقسم مؤسسة «زُر أمريكا» والذين نالت الفكرة إعجابهم، وأعطوه 385 ألف جنيه إسترليني لتنفيذها. قرّر «آشر» تجربة الدعاية لبنك إنجليزي يعمل عبر الهاتف، وبالرغم من أن البنك رفض ترتيب لقاء معه لمناقشة فكرته، فإن «آشر» قرّر تزيين سيارته بما رآه من طريقة مناسبة للإعلان عن هذا البنك، وأوصل فيها هاتفاً موصولاً مباشرة بالبنك، وذهب إلى مقر البنك الرئيسي لمخاطبة أي مسؤول هناك، وهناك نالت الفكرة إعجاب المديرين، لكنهم رفضوا عقد الصفقة معه، لأنه لا يملك وقتها سجلاً تجارياً. عندها قرّر «آشر» الاندماج مع صاحب أسطول سيارات أجرة أخرى، حتى وصل عدد السيارات مجتمعة 210 سيارات، وقرّر ترك مسؤولية الإدارة لشريكه، بينما ركّز هو على الأفكار الإعلانية، وتوجه لقطاع السياحة والسفر. ثم حَدَث أن مات شريكه، فقرّر «آشر» بيع أسطوله كله ليتفرّغ لما يُحبّه: الدعاية والإعلان، وبعدها اشترى حق الإعلان عن قرابة 1600 سيارة تاكسي، لصالح شركته «إعلانات التاكسي»، وحققت له عوائد قدرها 3 ملايين جنيه استرليني في نهاية عام 2008، ومن بعدها بدأ يستحوذ على شركات أخرى تُقدّم ما يُقدّمه من خدمات، حتى بات أكبر مالك لحقوق الإعلان على سيارات الأجرة في أوروبا. مناسبة القصة إعلان لشركة «تاكسي» محلية تطلب سائقين سعوديين سيتصل الحديث عنه. [email protected]