شهدت المناطق المتبقية تحت سيطرة تنظيم «داعش» عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة، قصفاً جوياً مكثفاً أمس على مدى ساعات نفذته الطائرات الحربية الروسية والمروحيات السورية التي سددت ضربات بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مستهدفةً منذ فجر أمس مدينة معدان وقرى الخميسية والجابر وقبة البوحمد ومغلة صغيرة والممتدة بين الحدود الإدارية للرقة مع ريف دير الزور الغربي عند ضفاف الفرات الجنوبية. وتأتي هذه الضربات الجوية ضمن محاولة القوات النظامية والروس إجبار تنظيم «داعش» على الانسحاب من المنطقة، بغية التقدم فيها وإنهاء وجود التنظيم هناك. وتتزامن هذه الضربات المكثفة والقصف المدفعي والصاروخي المرافق لها مع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى. وكانت القوات النظامية قد تمكنت من تحقيق تقدم جديد قبل بضعة أيام بسيطرتها على بلدة غانم العلي على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، في الريف الشرقي للرقة، كما سيطرت على قرى غربها. ولم يتبقَّ للتنظيم سوى مسافة ممتدة من بلدة غانم العلي، وصولاً إلى الحدود الإدارية الغربية لمحافظة دير الزور مع الحدود الشرقية لمحافظة الرقة تضم قرى عدة ومدينة معدان التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة الرقة. وأشار «المرصد المرصد السوري» إلى استمرار حركة نزوح واسعة للمواطنين من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم نحو مناطق أخرى من المحافظة. ونقل «المرصد» عن مصادر أهلية تأكيدها أن النازحين يجبرون على النزوح من منطقة إلى أخرى، لحين الوصول إلى مناطق آمنة بعيدة من استهداف الطائرات، أو الوصول إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية». ومع استمرار معركة الرقة الكبرى التي تقودها «قوات سورية الديموقراطية» للسيطرة على مدينة الرقة وإنهاء وجود تنظيم «داعش» فيها، تواصل طائرات التحالف الدولي تنفيذ ضرباتها الجوية مستهدفة مناطق سيطرة التنظيم التي ما زال فيها عشرات آلاف المدنيين. وأعلن «المرصد السوري» مقتل 26 مدنياً بينهم 9 أطفال دون سن الثامنة عشرة و5 مواطنات فوق سن ال18، خلال ال24 ساعة الفائتة، نتيجة الضربات التي نفذتها طائرات التحالف الدولي. كما تسبب القصف الجوي في وقوع جرحى، ما زال بعضهم في حالات خطرة، ما يرشح عدد القتلى للارتفاع، في حين أسفرت الضربات عن مزيد من الدمار في ممتلكات مواطنين والبنى التحتية للمدينة. وتتواصل في غضون ذلك الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وبين عناصر التنظيم على محاور في حي هشام بن عبدالملك بالقسم الجنوبي من المدينة وحي بريد الدرعية في القسم الشمالي الغربي من المدينة. وذكر «المرصد السوري» أول من أمس أن «معلومات موثوقة» تلقاها أكدت امتلاك تنظيم «داعش» أسلحة كيماوية في مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي وعاصمته في سورية وأنه ينوي استخدامها، مع اقتراب معركة الرقة الكبرى من نهايتها. من جهة أخرى، دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء بين القوات النظامية وفصائل إسلامية وأخرى معارضة في محور الملاح شمال حلب ومناطق أخرى في بلدات عندان وحريتان وتل مصيبين والليرمون في ريف حلب الشمالي ومحيط المدينة.