لم يخف المطرب إيمان البحر درويش حزنه لما يحدث في المسجد الأقصى، فبدأ حفلته التي أقيمت على «مسرح سيد درويش» – أوبرا الإسكندرية في إطار مهرجان الأوبرا الصيفي، بالتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، معلناً تضامنه مع الشعب الفلسطيني. وبدأ حفلته ب «الله أكبر»، ومنشداً أغنيته «أذّن يا بلال فوق الأقصى» التي لاقت تفاعلاً وتعاطفاً وإشادة واسعة من الجمهور الذي امتلأ به المسرح. أكد درويش خلال الحفلة أن الفن المصري لا ينفصل عن الواقع العربي، بل ينصهر فيه ويتفاعل معه، مشدداً على أن «القضية الفلسطينية في قلب العالم العربي ويجب ألا ننساها في خضم ما يحدث في منطقتنا العربية». وأشار الى أهمية دعم الفن الحقيقي، مؤكداً سعادته لغنائه بين جمهوره وأهله في الإسكندرية وفي دار الأوبرا حيث مسرح جده سيد درويش. ووصف الأوبرا المصرية بأنها «قلعة الفنون والثقافة، وحصن الدفاع عن الفن الحقيقي الجاد في مصر والشرق الأوسط». المتابع لمشوار إيمان البحر درويش وهو حفيد فنان الشعب سيد درويش البحر(1892 – 1923)، يلحظ صبغة سياسية تغلف كثيراً من أعماله الفنية، مثل «قول يا قلم» و «مكتوبلي أغنيلك» و «أنا مش ندمان» وغيرها الكثير. وقد عُرفت أعمال سيد درويش، مجدد الأغنية العربية، بالمضامين الفكرية العميقة والإسقاطات السياسية الخفية والانتقادات الاجتماعية اللاذعة. وعلى رغم استقلالية شخصية درويش الحفيد الفنية، وخروجه من عباءة جده لتقديم لون غنائي خاص به، فإنه لا يزال محافظاً على تراث جده الموسيقي، ومحيياً لميراثه الفني ومجدداً لإرثه اللحني الإبداعي. فلا تخلو حفلة له من أغاني جده الشهيرة مثل «محسبكو أنداس» التي يمكن أن تعد مفتاح شهرته الحقيقية، و «التحفجية»، «قوم يا مصري»، «الوارثين»، «زوروني كل سنة مرة»، «اقرأ يا شيخ قفاعة»، «عم السيد»، «أنا هويت». وهي الأغاني التي غناها في حفلته الأخيرة وسط تفاعل كبير من الجمهور العاشق لأغاني الزمن الجميل. غنى درويش في الحفلة أيضاً مجموعة من أنجح أغانيه في الثمانينات والتسعينات، وهي التي شكلت نقلة موسيقية في تلك الحقبة حين كانت قاسماً مشتركاً في الحفلات والأعراس، ومنها «ضميني»، «طير في السما»، «عرفتيني»، «وحشتيني»، «يا غربة رسينا»، «نفسي»، «يمامة بيضاء»... وفي ختام الحفلة التي استمرت قرابة ثلاث ساعات، أعاد غناء «طير في السما» بناء على طلب الجمهور الذي شاركه غناءها.