نفى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن تكون الكتل السياسية اتفقت على تأجيل موعد القمة العربية المقرر عقدها في بغداد في آذار (مارس) المقبل، وشدد على أنها ستعقد في الوقت المحدد، وأكد موافقة كل الدول العربية على المشاركة فيها مع اختلاف في مستوى التمثيل. وكان نواب من كتل سياسية قالوا في تصريحات الى «الحياة» إن هناك فكرة لتقديم طلب لتأجيل القمة بسبب الظروف التي تشهدها بعض البلدان العربية. وقال زيباري في ل»الحياة» أمس، إن «الأنباء التي تحدثت عن نية الحكومة أو وزارة الخارجية تأجيل موعد القمة غير صحيح»، واعتبر «التصريحات التي أشارت الى ذلك اجتهادات لا تمثل موقف الكتل السياسية الرسمية التي ينتمون اليها». ولفت زيباري الى ان «الحكومة التي تمثل غالبية القوى السياسية والبرلمان وقادة الكتل السياسية متفقون على عقد القمة في بغداد وفي موعدها المحدد، وتتخذ لجنة وزارية رفيعة المستوى الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لعقد القمة». وعن احتمال تأثر انعقاد القمة بالأحداث الجارية في بعض البلدان العربية من تظاهرات شعبية وتغييرات في النظم السياسية، قال ان «مؤتمر القمة العربية مؤسسة مستقلة ليس لها علاقة بحصول انقلابات او ثورات او تغييرات سياسية في البلدان العربية ولا تتأثر بها على مستوى الانعقاد». ولفت الى ان «التظاهرات والتغييرات التي شهدتها بعض البلدان العربية، كتونس ومصر ستمنح قمة بغداد خصوصية وتجعلها مميزة لكونها ستتناول قضية مهمة وكبيرة، وهي هموم الشعوب العربية في مسائل التغيير والاصلاح والتحديث ومعالجة الآفاق والإحباطات التي يعاني منها الشباب العربي». وعلى صعيد المشاركة والتمثيل في القمة، أكد أن كل الدول العربية بلا استثناء ستشارك في القمة، وقال ان «مشاركتها مضمونة مئة في المئة مع اختلاف على مستوى التمثيل، حسب ظروف كل دولة عربية، وهو أمر عرفته القمم العربية السابقة منذ انطلاقها». وأوضح ان «بعض الدول أعلن مشاركته في القمة من الآن على مستوى الرؤساء والزعماء، ونحن نتمنى ان يكون التمثيل أوسع وأكبر لإنهاء حالة الجمود في العلاقات العراقية العربية، سيما ان الشهور الماضية شهدت تطوراً لافتاً في هذه العلاقات». وعلى مستوى الاستعدادات والتحضيرات الجارية لعقد القمة، قال زيباري إن وفداً من الجامعة العربية «وصل الى بغداد قبل ايام للوقوف على التحضيرات الجارية، وقد أبدى إعجابه بما أنجز». وتخضع فنادق بغداد الخمسة الكبرى المنتشرة في مركز العاصمة منذ أيام لإجراءات أمنية استثنائية بدت مبكرة استعداداً لحماية أماكن إقامة الوفود العربية. يذكر ان العراق استضاف القمة العربية لمرتين: عام 1978، والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل، وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، والثانية عام خلال 1990 التي شهدت توتراً بين العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة، وعلى إثرها اندلعت حرب الخليج الأولى.