استباح 870 عنصراً من عصابات المستوطنين اليهودية المسجد الاقصى المبارك، في فترة الاقتحامات الصباحية اليوم (الثلثاء) بحراسة معززة ومشددة من قوات الاحتلال الخاصة، فيما واصلت قوات الاحتلال اعتقالاتها للمواطنين الفلسطينيين وفق ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). وأفادت بأن «عصابات المستوطنين شرعت منذ ساعات الصباح باقتحامات واسعة للمسجد المبارك من باب المغاربة عبر مجموعات متوالية، وتُدنّس حرمة المسجد وقدسيته بجولات استفزازية ومشبوهة، وفي أحيان كثيرة بصلوات تلمودية صامتة، وايماءات وحركات، فضلاً عن تلقي شروحات حول أسطورة وخرافة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى». وأشار أحد حراس المسجد الأقصى إلى أن قوات الاحتلال أخرجت ستة عناصر من المستوطنين من المسجد الاقصى، واعتقلت ثلاثة منهم بعد أن خرجوا مع فلسطيني بسبب مشاجرات وقعت باب المسجد الأقصى من جهة باب السلسلة. وأوضحت «وفا» أن اقتحامات اليوم الواسعة تأتي تتويجاً لاقتحامات يوم أمس وأول أمس، والتي يحتفل فيها المستوطنون بما يسمى ذكرى «خراب الهيكل» أو التاسع من آب (أغسطس) العبري. وكانت عصابات المستوطنين استباحت في ساعة متأخرة من ليلة أمس القدس القديمة واعتدت وهاجمت المواطنين وممتلكاتهم بحماية وحراسة قوات الاحتلال، في الوقت الذي دنّس فيه آلاف المستوطنين باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى) بإقامة فعاليات وشعائر بهذه المناسبة التي تستهدف المسجد الأقصى ومكانته. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم، تسعة مواطنين من الضفة الغربية. وأوضح «نادي الأسير» في بيان أن ثلاثة مواطنين جرى اعتقالهم من بلدة الخضر في محافظة بيت لحم وهم: محمد كمال الفاغوري، وزين صايل عيسى، وسامر محمد عيسى، فيما اُعتقل مواطنان من بلدة العيزرية وهما: محمد أنيس دويك، ومحمد باسم معتوق، كذلك جرى اعتقال لمواطن من بلدة بدو وهو، محمد سعيد الشيخ (25 عاماً). وفي محافظة طولكرم اعتقل أدهم الشلبي، وفي محافظة الخليل اعتقل إسلام تميم الخطيب، وفي محافظة أريحا حكيم محمود ابو سرور (16 عاماً). وأفاد «نادي الأسير» بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 47 أمر اعتقال إداري بحق أسرى، بينهم نائب في المجلس التشريعي. وأوضح محامي «نادي الأسير» محمود الحلبي، أن الاحتلال أصدر أمراً بحق الأسير النائب حسن يوسف، لثلاثة شهور أخرى، علماً أنه كان قد أمضى أكثر من 18 عاماً متفرقة في سجون الاحتلال، بين أحكام واعتقال إداري، وكان اعتقاله الأخير في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، مشيراً إلى أن من بين الأوامر الصادرة، 13 أمراً صدرت بحق أسرى اعتقلوا لأول مرة أو أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد الإفراج عنهم. ودانت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات استمرار تصعيد سلطات الاحتلال لإجراءاتها القمعية بحق المواطنين المقدسيين، عقب انتصارهم التاريخي في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك. وقالت في بيان اليوم: «تواصل سلطات الاحتلال إغلاقها لعديد المناطق والأحياء في القدس، وتشن حملة اعتقالات واسعة النطاق طالت عشرات الفتية المقدسيين، وكثفت من تواجد قواتها وكأنها تعيد احتلال القدس وبلدتها القديمة ومقدساتها والمسجد الأقصى المبارك، ووزعت قرارات إبعاد لعدد من المواطنين عن المسجد الأقصى». ودانت الوزارة أيضاً «تصعيد الاقتحامات للمسجد، وقيام مئات المستوطنين بمسيرات استفزازية وأعمال عربدة في محيطه وفي باحاته، كما حدث في باحة البراق فيما يسمى بذكرى خراب الهيكل، وأدانت أعمال التدمير التي مارستها سلطات الاحتلال في مكتبات ومرافق المسجد وقسم المخطوطات في الأيام التي طردت فيها موظفي الأوقاف الإسلامية منه». ورأت الوزارة أن سلطات الاحتلال ماضية في معاقبة المواطنين المقدسيين بعقلية «تدفيع الثمن»، على صمودهم ودفاعهم عن الحرم القدسي الشريف، ومستمرة في محاولاتها لشرعنة الاقتحامات للأقصى وبأعداد كبيرة من المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال وأجهزتها المختلفة، خاصة بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق بصمود أبناء شعبنا في القدس ودفاعهم عنها نيابةً عن الأمتين العربية والإسلامية. وتابعت، من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو اختارت كعادتها تصعيد إجراءاتها القمعية والتهويدية في القدس، باحثةً عن مزيد الفرص لتوتير المناخات والأجواء السياسية هروباً من أي جهد دولي يسعى لإحياء عملية السلام، وهو ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً للجم الانفلات الإسرائيلي من استحقاقات المفاوضات والاتفاقيات الموقعة، ولإجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقبل فوات الأوان.