في ارتباك وتضارب واضحين في السياسة القطرية، نفت الدوحة على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن يكون صدر أي تصريح من أي مسؤول قطري في شأن تدويل الحج. وقال إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية. وتتعارض تلك التصريحات مع البيان الصادر عن «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» القطرية نهار السبت الماضي، وجاء فيه أن اللجنة خاطبت المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، مبديةً قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية، ما دام ذلك لم يخل بالأمن القومي أو التدابير الصحية أو الأخلاقيات العامة للمواطنين. ويأتي التراجع والارتباك القطري بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اعتبر طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدوانياً وإعلان حرب ضد السعودية. وقال الجبير على هامش الاجتماع الرباعي في المنامة: «نحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة». وأضاف: «إن تاريخ المملكة واضح في تسهيل وصول الحجاج». واعتبر الجبير أن قرار قطر بمنع مواطنيها من الحج يعكس عدم احترامها الحجاج القطريين، مبدياً ترحيب السعودية بهم، ومؤكداً أنها تبذل جهوداً كبيرة في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين. في القاهرة، نفى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان، ما تحاول قطر ترويجه من استخدام المملكة لموسم الحج للضغط على قطر لتنفيذ مطالب دول المقاطعة. وقال: «لم تمارس السعودية في تاريخها كاملاً منذ أن أسسها الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود سياسة الضغط عموماً على أي دولة لإجبارها على اتخاذ مواقف أو قرارات غير نابعة من قناعاتها، وذلك انطلاقاً من إيمانها التام بأن لكل بلد الحرية في ممارسة سيادته واتخاذ القرارات وأي إجراءات تتناسب مع مصالحه». وأضاف: «في ما يختص بالحج والعمرة، فإن ما تدعيه قطر عارٍ تماماً من الصحة ويدخل تحت محاولات صرف النظر عن المطالب الأساسية التي قدمتها المملكة ودول المقاطعة وهي وقف دعم الدوحة للإرهاب، وانتهاج سياسات زعزعة الأمن والاستقرار في الدول والتدخل في شؤون الأشقاء في مجلس التعاون والدول العربية الأخرى». ولفت قطان إلى أن القيادة السعودية توجه دائماً بتقديم الخدمات وتسهيل أمور الحجاج والمعتمرين من كل دول العالم. وتحذر من تسييس الشعائر الدينية واستغلالها، وتؤكد أن أبواب الحرمين مفتوحة لجميع المسلمين. من جهة أخرى، نقلت وكالة «رويترز» عن علي الوليد آل ثاني ممثل قطر لدى منظمة التجارة العالمية أن بلاده تقدمت بشكوى إلى المنظمة أمس ضد الإجراءات التي تفرضها عليها السعودية والبحرين والإمارات. كما قال إن الدوحة ستثير مسألة المقاطعة أيضاً أثناء اجتماع للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة.