صوت الناخبون في فنزويلا أمس، لاختيار أعضاء جمعية تأسيسية يتوقع أن تمنح مسؤولي الحزب الاشتراكي الحاكم سلطات كاسحة وقد تمدد لنظامه. وتعهد الرئيس نيكولاس مادورو الذي تراجعت شعبيته جراء الانهيار الاقتصادي، بأن تعمل الجمعية التأسيسية على إرساء السلام بعد أربعة شهور من احتجاجات المعارضة التي سقط خلالها أكثر من 115 قتيلاً. وأدلى مادورو بصوته من دون أي مظاهر ملفتة للأنظار، فيما بدت الشوارع خالية في ظل دعوة المعارضة إلى مقاطعة التصويت، ما أثار أجواء توتر وصدامات. ووصفت أحزاب المعارضة التصويت بأنه تزوير، ورأت أن انتخاب الجمعية التأسيسية سيسمح لمادورو بحل الكونغرس الذي يهيمن عليه معارضوه وإعادة كتابة قانون الانتخاب للحيلولة دون هزيمة الاشتراكيين. ويأتي التصويت بعد تأجيل الانتخابات المحلية ورفض مادورو المتكرر الالتزام بقرارات الكونغرس. وأثار التصويت إدانة عالمية، إذ فرضت الولاياتالمتحدة وهي أكبر سوق للنفط الفنزويلي عقوبات الأسبوع الماضي على 13 قيادياً في الحزب الاشتراكي وعزت ذلك جزئياً للتصويت. وتوعدت إدارة الرئيس دونالد ترامب باتخاذ إجراءات اقتصادية إضافية إذا جرى التصويت، فيما أعلنت كولومبيا المجاورة أنها لن تعترف بالنتيجة. وقال فريدي غيفارا زعيم المعارضة الفنزويلية إنه «بحلول الغد سيتضح أن هذا ليس تزويراً دستورياً فحسب إنما أيضاً أكبر خطأ تاريخي يمكن أن يرتكبه مادورو وزمرته». وصوت الناخبون لاختيار 545 عضواً للجمعية التأسيسية من بين أكثر من 6100 مرشح يمثلون مجموعة كبيرة من حلفاء الحزب الاشتراكي. وأكدت المعارضة إن أكثر من سبعة ملايين ناخب من إجمالي عدد السكان البالغ حوالى 32 مليوناً، رفضوا بشكل قاطع اقتراح مادورو. وسعى بعض خصوم الحكومة إلى منع التصويت. وسجلت أعمال عنف من بينها تدمير مراكز اقتراع للحيلولة دون التصويت.