أعلنت المعارضة في فنزويلا أن أكثر من 7 ملايين مواطن أدلوا بأصواتهم في استفتاء شعبي رمزي يرفض مشروع الرئيس نيكولاس مادورو لتشكيل جمعية تأسيسية، تعيد صوغ الدستور، مؤكدة أن البلاد لن تصبح كوبا جديدة. ووصف مادورو الاستفتاء بأنه تدريب داخلي تنفذه المعارضة، معتبراً أنه لا يؤثر في حكومته. وأضاف في رسالة وجّهها الى زعماء المعارضة: «لا تفقدوا صوابكم واهدأوا». وتعهد أن تجلب الجمعية التأسيسية السلام لبلد يعاني أزمة اقتصادية طاحنة، ويشهد احتجاجات منذ نحو 4 شهور أوقعت حوالى مئة قتيل. ودعت الحكومة المواطنين الى اختبار أجهزة التصويت التي ستُستخدم لانتخاب أعضاء هذه الجمعية، في 30 الشهر الجاري، والتي سيملك أعضاؤها ال545 سلطة إعادة صوغ الدستور وحلّ البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، لتأمين «استقرار سياسي واقتصادي» لفنزويلا. وأعلنت المعارضة ان حوالى 7.2 مليون فنزويلي شاركوا في الاستفتاء الرمزي، في البلاد وخارجها، بعضهم كان يهتف «هذه الحكومة سقطت». وقالت سيسيليا غارسيا أروتشا، عميدة الجامعة المركزية في فنزويلا، إن حوالى 6.5 مليون ناخب صوّتوا في البلاد، وحوالى 700 الف في الخارج، متحدثة عن «توجيه رسالة واضحة الى السلطة التنفيذية والى العالم». وقال أكاديميون راقبوا الاستفتاء إن أنصار المعارضة صوّتوا بغالبية 98 في المئة لرفض الجمعية التأسسية وحضّ الجيش على الدفاع عن الدستور ودعم تنظيم انتخابات قبل انتهاء ولاية مادورو عام 2019. لكن 7.7 مليون ناخب صوّتوا في الانتخابات النيابية عام 2015، كما أن 7.5 مليون أيّدوا انتخاب مادورو عام 2013. وبررت المعارضة الأمر بأنها لم تتمكن سوى من إقامة ألفي مركز اقتراع في البلاد، في استفتاء اعتبرته السلطات غير شرعي. وأعلنت المعارضة أن «عصابات مسلحة» تسعى الى تعطيل التصويت في ضاحية في كراكاس قتلت بالرصاص شخصين وأصابت أربعة. لكن أعلنت النيابة مقتل امرأة (61 سنة) وجرح ثلاثة أشخاص بعدما أطلق مسلحون على دراجة نارية النار على ناخبين أمام أحد مراكز اقتراع في العاصمة. وقال رئيس البرلمان خوليو بورخيس لدى إعلان نتائج الاستفتاء: «تقف فنزويلا الآن بكرامة لقول إن الحرية لا تسير إلى وراء وإن الديموقراطية غير قابلة للتفاوض. لا نريد جمعية تأسيسية مزيفة مفروضة علينا. لا نريد أن نكون كوبا. لا نريد أن نكون دولة بلا حرية». وأعلن القيادي المعارض فريدي غيفارا «تجاوز التوقعات» في عدد المشاركين، فيما تحدث القيادي المعارض الآخر انريكه كابريلس عن «برهان غير قابل للنقاش وتاريخي». ويَعِد زعماء المعارضة الآن ب «ساعة صفر» في فنزويلا للمطالبة بانتخابات عامة وإحباط تشكيل الجمعية التأسيسية. وقد تشمل أساليبها إغلاق الطرق لفترات طويلة، وتنظيم اعتصامات وإضراب عام أو مسيرة إلى قصر ميرافلوريس الرئاسي. واعتبر البوليفي خورخي كيروغا، أحد خمسة رؤساء دول سابقين في أميركا اللاتينية وصلوا الى كراكاس بوصفهم «مراقبين دوليين» للاستفتاء، أن على «المجتمع الدولي أن يطالب بإلغاء الجمعية التأسيسية المخالفة للدستور».