اتفقت الكتل السياسية العراقية المختلفة على ضرورة الدعوة الى تأجيل القمة العربية المقرر انعقادها في بغداد في آذار (مارس) المقبل بسبب الأوضاع السياسية المربكة في عدد من الدول العربية. وقال محمد سلمان داود، النائب عن «ائتلاف دولة القانون» ل»الحياة»، ان «مجموعة من البرلمانيين طرحوا فكرة تأجيل القمة العربية لمدة شهرين حتى استقرار الاوضاع في الدول العربية المضطربة، واتضاح الأمور بشكل لا يمنع الزعماء من حضور القمة». وأوضح ان «الفكرة تم طرحها في مجلس النواب الخميس، وخضعت للتداول بين النواب، وان الايام المقبلة قد تشهد تطوراً اكبر في هذا المجال بشكل يقود الى عرض الموضوع على وزارة الخارجية العراقية». وقال ان «انعقاد القمة في وقتها قد يمنع بعض الدول من الحضور في ضوء التطورت الاخيرة». وتوقع داود ان «تقدم بعض الدول، التي وعدت بحضور مميز في القمة، مثل الاردن ومصر واليمن والبحرين، طلبات لتأجيلها الى وقت لاحق» مشيراً الى ان «خطوة مجلس النواب جاءت بسبب استقراء الواقع». وكان علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، أبلغ «الحياة» ان القمة العربية ستعقد في موعدها، وان العراق لم يتلق أي إشارات حول تاجيل عقدها. وأكد علي شاكر مهدي، النائب عن «الائتلاف الوطني العراقي» ل «الحياة»، ان «انعقاد القمة العربية في موعدها سيؤثر سلباً في حضور غالبية الدول العربية التي تشهد اضطرابات سياسية». وقال ان «بعض الدول التي تعيش ازمات سياسية لن تتمكن من الحضور، وانه يأمل ان تنتهي تلك الاضطرابات قبل موعد انعقاد القمة العربية في بغداد». وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري أكد في مؤتمر مشترك مع نظيره الإماراتي اول من امس، ان العراق أكمل غالبية استعداداته لعقد القمة، وان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اكد له في مكالمة هاتفية ان موعد القمة مازال ثابتاً ولن يتغير. من جانب آخر، قال ياسين ابراهيم النائب عن «الكتلة العراقية» ل»الحياة»، ان «عقد القمة العربية في الموعد المقرر يواجه صعوبات كبيرة في الوقت الحالي، وان انعكاسات الواقع المصري والتونسي وباقي الدول العربية الأخرى على الموعد سيؤول إلى تغيير موعدها»، مشيراً الى ان «الحل الأمثل للقضية هو ان يتم تأجيل القمة لحين انتهاء المشكلات السياسية والاضطرابات في الشارع العربي». واعتبر محمود عثمان عن «التحالف الكردستاني» ان تأجيل عقد القمة أصبح امراً واقعاً بسبب الاضطرابات العربية. وكان العراق اتخذ مجموعة من الاجراءات الامنية المشددة لإنجاح عقد القمة العربية في بغداد ،كما أقدمت مجموعة من فنادق بغداد الكبرى على إجراء ترميمات سريعة لاستقبال الوفود المشاركة فيها.