«قراءات معاصرة في قضايا فكرية» كتاب للمفكر اللبناني كريم مروة صدر حديثاً عن مكتبة مدبولي (القاهرة) مع مقدمة للمفكر المصري السيد ياسين. يستحضر المؤلف في الكتاب بعض القضايا الفكرية، القديمة والحديثة، ويقدم قراءاته المعاصرة لها. وهي قضايا تشغل أهل الثقافة والفكر وأهل السياسة في العالم العربي. ويخلق السجال حولها انقسامات وتوترات، ويؤسس لاصطفافات عشوائية وشعبوية في معظمها. وإذ يرى المؤلف أن اليسار، بتشكيلاته الراهنة، حائر، ضعيف الدور والموقع والقرار، فإنه يحاول، في قراءاته لتلك القضايا، الدخول في تلك السجالات، من موقعه الفكري اليساري المستقل، وبالاستناد إلى تجربته الطويلة في العمل السياسي داخل أطر اليسار، ممارساً نقداً ذاتياً لمواقفه القديمة، ولمواقف الحركة اليسارية على امتداد القرن الماضي، التي انتمى إليها منذ شبابه الباكر. فيعرض للثابت والمتغير في فكر كل من ماركس وابن خلدون. ويتوقف عند أهمية موقع الإنسان وثقافة الحياة في الفكر الإنساني، الذي تتعارض معه في الممارسة مواقف العديد من حملة ذلك الفكر، الاشتراكي منه والديني، بتياراتهما المختلفة. ثم يحدد موقفه من العنف، كوسيلة للنضال، ومن العنف الذي يتخذ صفة الإرهاب. كما يحدد موقفه من السلفية الدينية والعلمانية. وفي الكتاب قضايا فكرية أخرى، ومواقف المؤلف منها، من ضمنها حوارات معه حول رأيه في نهضة اليسار في العالم العربي، وحول مستقبل هذا اليسار. وكتب ياسين في المقدمة: «لم يطف بذهني يوماً أن أقوم بتقديم كتاب جديد للمفكر الماركسي المعروف الأستاذ كريم مروّة، وذلك لأسباب متعددة. لعل أهمها على الإطلاق خصوبة التاريخ النضالي الطويل للأستاذ مروة، باعتباره من زعماء الحزب الشيوعي اللبناني، ومن أبرز المفكرين الماركسيين العرب في الوقت نفسه. ومعنى ذلك أنه جمع بين الخبرات العملية والقدرة الفائقة على التحليل النظري لمشكلات في غاية الأهمية. (...) لقد اعتبرت هذا الكتاب منذ صدوره وقراءتي العميقة له نموذجاً رفيعاً للنقد الذاتي الماركسي. ولو طالعنا أسماء الباحثين والمثقفين والمفكرين العرب الذين شاركوا في مناقشة كريم مروّة لأدركنا على الفور أنهم يمثلون نخبة من أبرز المثقفين العرب. ويجمعهم، سواء بالكتابة أو بالمناقشة المباشرة، في ندوات لمناقشة آرائه تدل على عظيم تقديرهم لإسهاماته النظرية ولنضاله السياسي في نفس الوقت. وقد وصلت المناقشة النقدية لآراء كريم مروّة إلى ذراها بعد أن زار القاهرة في عام 1989، وطلب منه الأستاذ لطفي الخولي - رحمه الله -، بصفته مشرفاً على صفحة «الحوار القومي» في جريدة «الأهرام»، أن يكتب ثلاث مقالات تتضمن أبرز الأفكار التي كانت محور مناقشاته مع المفكرين المصريين والعرب. ونشرت المقالات في «الأهرام» ثم أعيد نشرها في «السفير»، ودارت حول ثلاثة موضوعات هي: «عن الدين والتراث والثورة»، و«الحاجة إلى حركة ثورية جديدة ونظرية ثورية جديدة»، و«في مفهوم ومضمون المسألة القومية في بلداننا»».