دعت المعارضة في فنزويلا إلى إضراب عام ليومين هذا الأسبوع، لكي يلغي الرئيس نيكولاس مادورو انتخابات مثيرة للجدل ستُنظم في 30 الشهر الجاري، لاختيار جمعية تأسيسية. وقال النائب المعارض سيمون كالساديا: «ندعو كلّ الشعب وفئات المجتمع إلى إضراب ل48 ساعة». وأشار إلى أن الإضراب سينتهي بمسيرة تُنظم الجمعة المقبل، لمطالبة مادورو بسحب مشروع انتخاب الجمعية التأسيسية. وكانت المعارضة نظمت الخميس الماضي إضراباً عاماً شلّ أجزاء من العاصمة ومدناً أخرى. وتعهد مادورو المضيّ في خطته، علماً أن الجمعية ستحظى بصلاحيات بينها صوغ دستور جديد وحلّ البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حضّ نظيره الفنزويلي على سحب مشروعه، مهدداً ب «تدابير اقتصادية قوية وسريعة». وأطلقت قوات الأمن غازاً مسيلاً للدموع على متظاهرين معارضين شاركوا في مسيرة نحو مقرّ المحكمة العليا في كراكاس، مطالبين برحيل مادورو، كما دعموا 33 قاضياً اختارتهم المعارضة في إطار «محكمة ظل»، ليحلّوا مكان قضاة المحكمة العليا المحسوبين على مادورو. وسلك المتظاهرون طريقاً سريعاً رئيساً في طريقهم إلى المحكمة العليا وسط العاصمة، لكن دراجين من قوات الحرس الوطني قطعوا الطريق عليهم وأطلقوا غازاً مسيلاً للدموع لتفريقهم. وقال القيادي المعارض فريدي غيفارا، نائب رئيس البرلمان: «الجميع أعطى دعمه للمحكمة العليا الجديدة». لكن الحكومة الفنزويلية رأت في «محكمة الظل» «تحريضاً على التخريب» و «خيانة»، مهددة بسجن المعارضين. وأعلن البرلمان أن أجهزة الاستخبارات الفنزويلية أوقفت أنخل زيربا أبونتي، أحد قضاة «محكمة الظل»، فيما أسفرت الصدامات عن جرحى، بينهم الطالب المعارض ويلي أرتياغا الذي اشتهر بعزفه على كمان خلال مسيرات المعارضة، في مواجهة قوات الأمن. ونُقل أرتياغا إلى عيادة للعلاج، وظهر في تسجيل على سرير مستشفى مع ضمادات على وجهه وتورم في شفتيه. وقال إنه أُصيب بطلقة، وزاد في إشارة إلى رجال الأمن: «لن يتمكنوا من إخافتي. سنستمر في القتال». وقال النائب المعارض لويس فلوريدا خلال المسيرة: «القمع هو الوسيلة الوحيدة التي تجعل هذا النظام في السلطة حتى الآن».