شهدت فنزويلا إضراباً جزئياً، استجابة لدعوة المعارضة إلى إضراب عام، لمطالبة الرئيس نيكولاس مادورو بتنظيم انتخابات رئاسية والتخلّي عن خطط لتشكيل جمعية تأسيسية. وكانت شوارع كثيرة مقفرة ومُحاصرة، كما أغلقت شركات أبوابها. وقال ميغيل لوبيز (17 عاماً) الذي يحمل درعاً محلية الصنع كُتب عليها «لا للديكتاتورية»: «لا حركة، كل شيء مُغلق، وعلينا جميعاً أن نبذل قصارى جهدنا للتخلّص من هذا الطاغية». وسعت المعارضة الى إغلاق المؤسسات ووقف حركة النقل والمواصلات وسدّ الشوارع، في إطار عصيان مدني أطلقت عليه «الساعة صفر»، تصعيداً لاحتجاجات بدأت في نيسان (ابريل) الماضي، وأوقعت مئة قتيل. وأعلنت جماعات طالبية وعاملون في قطاع النقل استجابتهم للدعوة، علماً أن طرقات قُطعت في شكل عفوي الاربعاء في العاصمة كراكاس. وقال النائب المعارض خوان ريكيسينس: «ليس لدي أدنى شك في أن الفنزويليين سيصيبون البلد بشلل في هذا التمرد. تريد الديكتاتورية فرض جمعية دستورية غير مشروعة بالقوة، لكي تبقى في السلطة». لكن رؤساء الشركات التي تديرها الدولة، وبينها شركة «بي دي في إس أي» النفطية العملاقة، أمرت حوالى 3 ملايين موظف بتجاهل الدعوة، مهددةً بفرض عقوبات على المؤسسات التي تنضم الى الاضراب. ورأى لويس فيسنتي ليون من معهد «داتاناليسس» ان «اضراباً في بلد نفطي تسيطر فيه الدولة على الانتاج، يشكّل صراع قوة بين أرباب العمل والسكان الذين يعانون من الفقر والجوع من جهة، وبين حكومة تكاد تنهار من جهة أخرى، لكنها ما زالت تسيطر على الموارد الشحيحة للبلاد». ويعتزم نواب المعارضة، في اطار «حملتهم» على مادورو، ان يعيّنوا اليوم قضاة جدداً في المحكمة العليا التي تتهمها المعارضة بدعم الرئيس. يأتي ذلك قبل تنظيم الحكومة في 30 الشهر الجاري اقتراعاً لانتخاب الاعضاء ال545 في جمعية تأسيسية يسعى مادورو الى تشكيلها، ومهمتها اعادة صوغ الدستور كما يمكنها حلّ البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. وتعتبر الحكومة أن الجمعية التأسيسية «ستجلب السلم والاستقرار الاقتصادي للبلاد»، فيما ترى المعارضة فيها التفافاً على الدستور وتمهيداً لإرساء «ديكتاتورية». كما تخشى قطاعات اقتصادية أن تقيم هذه الجمعية نموذجاً اقتصادياً «شبيهاً بكوبا». وأصرّ مادورو على تنظيم الاقتراع، على رغم تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب باتخاذ «اجراءات اقتصادية قوية» ضد كراكاس. وأظهر استطلاع أعدّه «داتاناليسس» أن 70 في المئة من السكان يرفضون الجمعية التأسيسية، لكن الخبير السياسي لويس سالامانكا يعتبر ان وحده الجيش الذي يدعم مادورو في شكل غير مشروط، يمكن ان يرجّح كفة الميزان.