تجاهلت بيونغيانغ دعوة سيول لإجراء محادثات عسكرية اقترحتها الاخيرة اليوم (الجمعة) بهدف خفض التوتر بين الكوريتين، ما يمثل انتكاسة لجهود الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن الرامية للدخول في حوار مع الشمال. وكانت سيول اقترحت الاثنين الماضي إجراء المحادثات لبحث سبل تجنب الأعمال العدائية قرب الحدود بين البلدين التي تشهد وجوداً عسكرياً مكثفاً، إذ جاء الاقتراح بعدما أعلنت كوريا الشمالية اجرائها الاختبار الاول على صاروخ باليستي عابر للقارات هذا الشهر وقالت إنها أتقنت التكنولوجيا الخاصة بتركيب رأس حربي على صاروخ. وكانت هذه المفاتحة الرسمية الاولى من جانب سيول بعد انهيار العلاقات عبر الحدود مطلع العام الماضي في عهد رئيسة كوريا الجنوبية السابقة باك جون هي التي فرضت عقوبات أحادية على الشمال بسبب إجرائها اختبارات نووية وصاروخية. وأجرت بيونغيانغ رابع وخامس اختباراتها النووية وأطلقت صواريخ عدة في تتابع سريع منذ بداية العام الماضي، بعدما تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تحسين العلاقات مع الجنوب. وتولى مون السلطة في أيار (مايو) الماضي، وتعهد الحوار مع الشمال والضغط علي بيونغيانغ لكبح برامجها النووية والصاروخية. وعادة ما تشير كوريا الجنوبية إلى هذه النشاطات على أنها حملات دعائية معادية تقوم بها الدولتان عبر مكبرات الصوت عند الحدود، في حين تريد كوريا الشمالية وقف المناورات العسكرية الدورية بين سيول وواشنطن. من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم، إن بلاده تقف مع اليابان في جهودها لمنع كوريا الشمالية من تطوير أسلحتها الصاروخية والنووية ودعا الصين إلى المساعدة في إعادة بيونغيانغ لطاولة المفاوضات مع القوى العالمية. وذكر جونسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا ان «بريطانيا تقف كتف بكتف مع اليابان في عزمنا الراسخ لوقف انتهاك كوريا الشمالية المستمر لقرارات الأممالمتحدة». ومضى قائلاً: «جميعنا نحتاج إلى زيادة الضغط على بيونغيانغ من خلال الديبلوماسية والعقوبات وهذا يجب أن يشمل استخدام الصين لنفوذها لإعادة بيونغيانغ لطاولة التفاوض». وأوضح كيشيدا: «النظام الدولي الذي تحكمه القواعد يواجه أشكالاً مختلفة من التحديات مثل تطوير كوريا الشمالية للأسلحة الصاروخية والنووية وما يحدث في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي». وأضاف: «اتفقت أنا والوزير جونسون على أن اليابانوبريطانيا ستلعبان دوراً قيادياً من أجل الحفاظ على مجتمع دولي حر ومفتوح». وفي خطوة كبيرة في برنامجها الصاروخي قالت كوريا الشمالية هذا الشهر إنها اختبرت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يعتقد بعض الخبراء أنه يمكنه الوصول إلى ولايتي ألاسكا وهاواي الأميركيتين وربما إلى الساحل الأميركي الشمالي الغربي المطل على المحيط الهادئ.