اقترحت وزراة الدفاع الكورية الجنوبية إجراء محادثات عسكرية مع كوريا الشمالية في مركز تونجيلجاك بقرية بانمونغوم على الحدود بين الدولتين الجمعة المقبل، في أول عرض رسمي تقدمه سيول لبيونغيانغ في عهد الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن. والكوريتان ما زالتا في حال حرب نظرياً بسبب عدم توقيعهما اتفاق سلام منذ انتهاء الحرب عام 1953، لكن مون الذي تولى منصبه في ايار (مايو) الماضي تعهد محاورة كوريا الشمالية بالتزامن مع ممارسة ضغوط لوقف برنامجيها النووي والصاروخي. ورحبت الصين، الحليف الوثيق لبيونغيانغ، بهذا الاقتراح وقالت إن «التعاون والمصالحة بين الدولتين أمر جيد لكل الأطراف وقد يساعد في تخفيف التوتر»، خصوصاً بعدما زعم الشمال هذا الشهر انه اجرى أول اختبار لصاروخ باليستي عابر للقارات، وامتلاكه التكنولوجيا اللازمة لتزويد الصاروخ برأس نووي، وهو ما تشكك به كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة. وقال لو كانغ، الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية: «نأمل بأن تعمل كوريا الشماليةوالجنوبية في شكل جدي للتحرك في اتجاه ايجابي وتهيئة الظروف المواتية لكسر الجمود، واستئناف الحوار والتشاور». وفيما عقِدت آخر محادثات من نوعها في كانون الأول (ديسمبر) 2015، اعلنت سيول ان الجانبين يجب ان يناقشا سبل تجنب الأعمال العدائية قرب الحدود الشديدة التحصين، وإجراء محادثات منفصلة بين منظمتي الصليب الأحمر في الدولتين لاستئناف مشروع لمّ شمل الأسر الكورية التي فرقتها الحرب بين البلدين بين عامي 1950 و1953. واعتبر وزير الوحدة في كوريا الجنوبية تشو ميونغ جيون ان «المحادثات والتعاون بين الكوريتين لتخفيف التوتر وإرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية ستكون فاعلة في إعطاء دفعة متبادلة لتحسين العلاقات ومعالجة المشكلة النووية لكوريا الشمالية». ورداً على سؤال إذا كانت بلاده تنوي أن «تظهر مرونة» في التدريبات العسكرية مع الولاياتالمتحدة إذا ابدت كوريا الشمالية استعدادها للمحادثات، قال تشو: «لم نناقش هذه المسألة تحديداً». وكانت بيونغيانغ اشترطت لخوض أي محادثات تسليم سيول 12 نادلة كن يعملن في مطعم يديره الشمال في الصين قبل ان يسافرن الى كوريا الجنوبية العام الماضي. على صعيد آخر، اكد كياو زيا السكرتير في وزارة الشؤون الخارجية بميانمار ان حكومته لا تقيم صلات عسكرية بكوريا الشمالية، وتلتزم قرارات الأممالمتحدة الخاصة بكوريا الشمالية، وعدم اقامة علاقات مع جيشها. تزامن ذلك مع وصول المبعوث الأميركي لشؤون كوريا الشمالية جوزف يون من اجل اجراء محادثات مع رئيسة وزراء ميانمار أونغ سان سوتشي وقائد أركان الجيش يرجح أن يحاول فيها الحصول على تطمينات في شأن جهود عزل بيونغيانغ. وتشير زيارة يون الذي حضر الأسبوع الماضي مؤتمراً في سنغافورة تمحور حول التوتر في شبه الجزيرة الكورية، الى قلق واشنطن من استمرار جيش ميانمار الذي اقام علاقات مع كوريا الشمالية سابقاً في تقديم يد العون لنظام كيم يونغ إيل. وطالبت الولاياتالمتحدة في ايار (مايو) دول جنوب شرقي آسيا ببذل مزيد من الجهود لعزل كوريا الشمالية.