تنطلق مساء اليوم الدورة الثانية والثلاثون لمهرجان جرش للثقافة والفنون، بإيقاد الشعلة في الساحة الرئيسية للمدينة الأثرية. وتشهد هذه الدورة، التي تقدَّم فيها جميع أحداث المسرح الشمالي مجاناً، برنامجاً حافلاً ومتنوعاً، تتصدره حفلات النجوم التي يحتضنها المسرح الجنوبي، الأهم والأكبر في المدينة الأثرية. ويتضمن برنامج «الجنوبي» حفلات للفنانين وائل كفوري ونانسي عجرم وهاني شاكر ووليد توفيق وراغب علامة وفارس كرم وديانا كرزون ونوال الزغبي وريهام عبد الحكيم وبرواس حسين، إلى جانب فرقتَي «أبناء الجبال» و «نادي الجيل الجديد» الشركسيتَين. ويقف على المسرح نفسه النجم الأردني عمر العبداللات الذي يطلّ على جمهوره في حفلة الافتتاح منفرداً، كما تقام حفلة جماعية للفنانين هالة هادي، وإبراهيم خليفة، وهيثم عامر، وسامر أنور. وكعادته، يحتضن المسرح الشمالي عروضاً موسيقية وغنائية وثقافية تنأى عن الصخب والضجيج، ومن بينها أمسيات لفرقة «أوف» الاستعراضية (فلسطين)، وفرقة الموسيقى التقليدية (الصين)، والفرقة الموسيقية السعودية، ومجموعة «عقد الجلّاد» الغنائية (السودان)، وفرقة الخان (مصر)، وفرقة Gios Termia (سان مارينو)، وفرقة ساسنا دزرير (أرمينيا)، وفرقة نوبه نور (مصر). كما تقام على المسرح الشمالي حفلات لفنانين أردنيين منهم: مالك ماضي، سهير عودة، رأفت فؤاد، فؤاد راكان، غزلان، ليندا حجازي، نبيل شرقاوي، ومحمد شعلان. وفي سياق العروض الفنية والموسيقية، تشارك عشر فرق شعبية وفولكلورية بعروض متنوعة في الساحة الرئيسية. وتحظى نقابة الفنانين الأردنيين بنصيب وافر من هذه الدورة التي تبثها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية. إذ تحيي النقابة حفلات بمشاركة فنانين أردنيين، إلى جانب الفنانين العرب، والفرق العربية والأجنبية التي تشارك في المهرجان في إطار التبادل الثقافي. ويحتضن شارع الأعمدة في المدينة الأثرية معارض للحِرف والصناعات التقليدية بمشاركة واسعة من حرفيين أفراد أو يمثلون مؤسسات. ويشارك في المهرجان الذي يُفتتح برعاية ملكية، 9 شعراء عرب و27 شاعراً أردنياً ضمن «مهرجان الشعر العربي»، كما تقام نشاطات ضمن برنامج الثقافة المحلية لأبناء محافظة جرش، والبرنامج الثقافي لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين. ويشهد المركز الثقافي الملكي في عمّان عدداً من الفعاليات التي تحتاج إلى تقنيات خاصة، كحفلة كاراسكو للتانغو من الأرجنتين، وخماسية أسامة عبد الرسول العالمية، وحفلة للجاز الشرقي لفيصل صالحي ومجموعته من العازفين. وتُعقد في المركز ندوة بعنوان «القدس في وجدان الأردنيين»، وأخرى حول تجربة الشاعر الأردني الراحل حبيب الزيودي. وعن احتضان المسرح الجنوبي حفلتين لفرقتين شركسيتين، قال المدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو سماقة ل «الحياة»، إن هذا «يجيء للحفاظ على التنوع الثقافي، ومن باب التمسك بالفرق ذات الحضور الجماهيري المميز»، موضحاً أن فرقة «نادي الجيل» الشركسية تشارك في كل دورة «كتقليدٍ دأب عليه المهرجان، ثم لوحظ أن الأكاديمية الشركسية الدولية لديها برنامج غني وفقرات ممتازة، فقررت الإدارة دعوتها للمشاركة». وحول التكرار والنمطية في بعض الفقرات، قال أبو سماقة إن المهرجان يلبي كل الأذواق، ويراعي التنوع في الفعاليات المقامة على مسارحه، فالمسرح الجنوبي «جماهيري»، بينما الحفلات النوعية تقدَّم على مسارح أخرى. وعن أسس انتقاء الفعاليات، لفت إلى أن المهرجان «ليس مختبراً للتجريب»، وليس هناك «أسس بالمعنى المتعارف عليه»، بل هناك فنان «له حضور، محبوب جماهيرياً، ولا التزامات لديه، فندعوه للمشاركة». وأشار إلى المشاركة الواسعة للفنانين المحليين في المهرجان الذي يستمر حتى 30 الجاري، موضحاً أن هذا التوجه من شأنه المساهمة في انتشار الفنان الأردني عربياً وعالمياً، لأن المهرجان «منصة انطلاق» تحظى بسمعة عربية ودولية طيبة. وعن قرار الإدارة خفض سعر تذكرة حفلة عمر العبداللات إلى 5 دنانير (7 دولارات)، وإبقاء سعر حفلات الفنانين العرب 20 ديناراً، قال أبو سماقة إن هذه الخطوة جاءت بالنظر إلى جماهيرية العبداللات ولإتاحة الفرصة أمام معجَبيه من الحضور. أما خفض سعر التذاكر لعدد من الحفلات ومجانيتها أحياناً على المدرج الشمالي، فردّهما أبو سماقة إلى إيمان إدارة المهرجان بأهمية تقديم «منتَج ثقافي تنويري يصل إلى الناس»، مؤكداً في هذا السياق: «نحن لسنا سوبر ماركت، ونؤمن بمبدأ مجانية الثقافة الذي بدأنا تطبيقه في الدورة السابقة». وعن عدم وجود اتفاقات أو شراكات بين مهرجان جرش ومهرجانات عربية أخرى، قال: «هل هناك مهرجانات بحجم مهرجان جرش، سواء على المستوى الإقليمي أو في دول الجوار باستثناء مهرجانات بيت الدين؟» في لبنان.