هيمن إعلان القوات النظامية السورية أمس عن هدنة مفاجئة في محافظة درعا بجنوب البلاد على التطورات الميدانية أمس، وسط معلومات عن اتصالات تقوم بها روسيا وتشمل أطرافاً عدة بينها الأردن بهدف استكشاف طرق تثبيت التهدئة في هذه المنطقة المفترض أنها كانت مشمولة أصلاً بوقف للنار تم الاتفاق عليه في جولة مفاوضات آستانة الأخيرة، ونص على إقامة أربع مناطق ل «تخفيف التوتر» هي درعا والقنيطرة (جنوب)، وإدلب ومحطيها (شمال)، وريف حمص الشمالي (وسط) والغوطة الشرقية لدمشق. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية عن بيان لقيادة الجيش إعلانه «وقف العمليات القتالية اعتباراً من الساعة 12 ظهر اليوم السبت (أمس) في مدينة درعا لمدة 48 ساعة وذلك دعماً لجهود المصالحة الوطنية». وأضافت الوكالة أن «الحكومة السورية تحرص على تعزيز المصالحات المحلية في مختلف المناطق بالتوازي مع عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري»، من دون الإشارة إلى دور لروسيا أو لأطراف أخرى في التوصل إلى هدنة درعا أمس. وكانت وكالة «سمارت» السورية المعارضة نقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده، أن هدنة محافظة درعا تمت «برعاية روسيا والدول الداعمة للجبهة الجنوبية»، في إشارة إلى الأردن تحديداً الذي يدعم فصائل المعارضة المنضوية في «الجبهة الجنوبية». وأوضح المصدر ذاته، «أن الهدنة مدتها 48 ساعة وتشمل وقف التعزيزات العسكرية لكلا الطرفين ووقف القصف الجوي والمدفعي للنظام»، مشيراً إلى اجتماعات لاحقة ستعقد بهدف «تثبيت الهدنة واستكمال بقية البنود». أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فأوردت من جهتها، أن «غرفة عمليات البنيان المرصوص» التي تضم فصائل مشاركة في معارك درعا لم تُصدر موقفاً رسمياً يُحدد في شكل فوري قبولها أو رفضها الهدنة. ولفتت إلى أن أنباء كانت قد تواردت مساء أول من أمس تشير إلى «محادثات بين المعارضة السورية والجانب الروسي لوقف القصف على مدينة درعا ووقف العمليات القتالية». وتابعت أن الهدنة تأتي في ظل «وقائع على الأرض تؤكد عدم تمكن الميليشيات الشيعية (التي تقاتل إلى جانب القوات النظامية وتعمل بإشراف إيراني) من التقدم شبراً واحداً في الحملة التي شنتها في 3 الشهر الجاري» في درعا، موضحة أن «غرفة عمليات البنيان المرصوص» كانت قد أكّدت قتل أكثر من 40 عنصراً بينهم ضباط وقادة في الجيش النظامي و «حزب الله» و «الحرس الثوري» الإيراني وتدمير دبابات وعربات وآليات عسكرية. ونقلت «شام» عن ناشطين أن «الهدنة أتت بطلب من الجانب الروسي... بعد فشله وفشل الأرتال والميليشيات الشيعية بتحقيق أي تقدم يذكر»، وأن القوات النظامية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها «تحتاج لفترة لترتيب صفوفها ووضع خطط جديدة». وحذّر هؤلاء الناشطون «من السماح للأرتال بالتوجه إلى مدينة درعا وعدم استهدافها بداعي الهدنة المزعومة». وقالت صفحات موالية للحكومة السورية، إن هدنة درعا تترافق مع اتصالات تهدف إلى إعادة فتح الحدود السورية- الأردنية من خلال معبر نصيب الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة. وجاءت الأنباء عن الهدنة في وقت ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران المروحي ألقى ما لا يقل عن أربعة براميل متفجرة على درعا البلد بمدينة درعا، ما أدى إلى أضرار مادية، بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية غارات عدة على درعا البلد. وفي محافظة القنيطرة المجاورة، قال «المرصد»، إن اشتباكات دارت أمس بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور الصمدانية الشرقية، في ظل أنباء عن «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». أما في محافظة حمص (وسط البلاد)، فقد أشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية قصفت في شكل مكثف محيط المحطة الثالثة وحقل الهيل بريف حمص الشرقي، وسط اشتباكات عنيفة بينها وبين عناصر تنظيم «داعش». وتابع أن اشتباكات دارت أيضاً بين الطرفين في محيط الصوامع بريف حمص الشرقي، في حين نفّذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق واقعة على طريق تدمر- السخنة بالريف الشرقي أيضاً. وفي محافظة حماة (وسط)، قال «المرصد»، إن القوات النظامية جددت قصفها لبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور عرشونة وتبارة الديبة والبرغوثية بريف حماة الشرقي. وفي هذا الإطار، ذكر «الإعلام الحربي» ل «حزب الله» أن «الجيش السوري سيطر على منطقة وتلة تبادرة الديبة على طريق خط البترول جنوب بلدة عقارب في ريف حماة الشرقي بعد اشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش». وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، تحدث «المرصد» عن قصف القوات النظامية مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.