ساد هدوء نسبي منذ فجر أمس محافظة درعا، باستثناء عدة قذائف أطلقتها قوات النظام سقطت على قرية إيب في منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي، مع قصف بثمانية براميل متفجرة من الطيران المروحي على القرية ذاتها، وقذيفة استهدفت قرية المال بريف درعا الشمالي الغربي. وجاء هذا الهدوء قبل نحو 24 ساعة من إعلان تطبيق هدنة إقليمية– دولية في جنوب غربي سورية يبدأ تطبيقها ظهر اليوم بحسب توقيت دمشق (التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش) وفقاً لاتفاق أميركي– روسي– أردني. وأُعلن عن هذا الاتفاق بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورغ الألمانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «مصادر موثوقة» أكدت أن الاتفاق يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة التي شهدت في الأسابيع الأخيرة معارك عنيفة بين الفصائل العاملة فيها وبين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في هامبورغ أول من أمس إن المنطقة التي يشملها وقف النار تؤثر في أمن الأردن وهي «جزء معقد جداً من ساحة المعارك السورية». وأضاف: «أعتقد أن هذه هي أول إشارة إلى أن الولاياتالمتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معاً في سورية... ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جداً في ما يتعلق بمناطق أخرى في سورية يمكننا أن نواصل فيها العمل معاً لعدم التصعيد». وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مزيداً من الضوء على تفاصيل الاتفاق بالقول إنه يتضمن «تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية». وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن وقف النار «خطوة أولى» نحو ترتيب أكبر. وأضاف المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه، «إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيباً أكبر وأكثر تعقيداً لوقف النار وترتيباً لعدم التصعيد في جنوب غربي سورية. بالتأكيد أكثر تعقيداً من (إعلانات) هدنة سعينا للتوصل إليها في الماضي». وتابع المسؤول قائلاً إن مناقشات إضافية ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها. وقال «المرصد السوري» إن الاتفاق الذي يشمل محافظاتالجنوب السوري، والذي يهدف إلى «تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري وإنهاء الأعمال القتالية» يقوم على وقف النار على خطوط التماس بين الفصائل والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وانسحاب الأخيرة من هذه الخطوط إلى ثكنات تابعة للنظام، وتجهيز مناطق لعودة اللاجئين من الأردن تباعاً إلى جنوب سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم وقف النار. وكانت هدنة روسية– أميركية– أردنية في محافظة درعا بدأت في 17 حزيران (يونيو) الفائت ولكنها انتهت في العشرين منه نتيجة تجدد القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات النظامية والمسلحين الموالين لها والطائرات المروحية والحربية. ضربات جوية إلى ذلك، نفذت طائرات التحالف الدولي بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، غارة على مناطق في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. ودارت بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، اشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة ضمن قوات «درع الفرات» من جهة أخرى، في محور قرية عبلة بريف حلب الشمالي الشرقي، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وفي جنوب العاصمة السورية أطلقت القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة بعد منتصف ليل الجمعة– السبت على مناطق في أطراف حي التضامن، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. حمص في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة جباب حمد بشمال طريق تدمر– حمص، في محاولة من قوات النظام تأمين الطريق في شكل أكبر، ولتقليص سيطرة تنظيم «داعش» في المنطقة. وقال «المرصد السوري» إنه تلقى معلومات مفادها بأن القوات النظامية سيطرت على قرية جباب حمد، فيما تدور اشتباكات وقصف متبادل بين طرفي القتال. ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية فيما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين على طريق تدمر– السخنة وفي محيط منطقة حميمة في بادية تدمر، إثر استمرار محاولات القوات النظامية التقدم في مزيد من المناطق ومحاولة التنظيم استعادة ما خسره. من جهة أخرى، قتل طفل في الثالثة عشرة من عمره وسقط عدد من الجرحى إثر قصف الطائرات الحربية أماكن في منطقة اللجاة أول من أمس.