افادت محطة «سكاي نيوز» التلفزيونية بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي طالبت نواب حزب المحافظين الذي تتزعمه بالتوقف عن المشاحنات و «إلا ستفسحون في المجال امام وصول زعيم حزب العمال جيريمي كوربين الى السلطة». ونقلت «سكاي نيوز» عن ماي قولها امام النواب الذين حذرتهم من تسريب نقاشات الحكومة: «يجب تفادي المشاحنات أو نشر العيوب»، علماً ان خسارتها الغالبية في الانتخابات البرلمانية المبكرة الأخيرة التي أجريت في 8 حزيران (يونيو) الماضي، اظهرت الى العلن خلافات بين وزراء مرتبطة بمحادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزت) والإنفاق العام، ودفعت البعض الى توقع إطاحة ماي من رئاسة الوزراء قريباً. واضافت: «الخيار هو إما أنا أو كوربين الذي لا يريده احد. لذا ابتعدوا عن العمل السياسي وخذوا عطلة صيفية مناسبة، وعودوا مستعدين للعمل الجدي». وتحاول ماي ضبط وزرائها بعد سلسلة تسريبات أشارت إلى وجود خلافات بينهم حول «بريكزت». وكانت الصحف نشرت السبت والأحد الماضيين، قبل استئناف مفاوضات «بريكزت» في بروكسيل الاثنين، مقالات عن الخلافات بين الوزراء وعن تسريبات تستهدف وزير المال فيليب هاموند الذي اتهم معارضيه الأحد ب «إثارة الضجيج» في شأن منح اولوية للاقتصاد لدى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما دفع بوزير لم يكشف اسمه الى ابلاغ صحيفة «ديلي تلغراف» المحافظة ان هاموند «يحاول إحباط بريكزت، لذا يجب أن نبقي تيريزا رئيسة للحكومة، وإلا سينهار كل شيء». وأضاف الوزير أن هاموند «ينظر إلى مؤيدي بريكزت باعتبارهم زمرة من القراصنة المتملقين». وفي مذكرة مسرّبة، اتهم الوزير البريطاني السابق جيريمي براوني الذي يشغل حالياً منصب مبعوث العاصمة لندن في مفاوضات «بريكزت»، فرنسا ب «محاولة جعل مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قاسية جداً من اجل اضعافنا وتحجيم دور العاصمة لندن في عالم المال والأعمال». ووصف براوني، في ملخص عن رحلته الى فرنسا مطلع الشهر الجاري، لقاءه حاكم البنك المركزي الفرنسي بأنه «الأسوأ» في سجل لقاءاته الأوروبية، وقال: «يبدو جلياً انهم يريدون لعب دور الشرطي السيء في المفاوضات لتعطيلها، اي انهم ينظرون إلينا كأعداء وليس كحلفاء». وشدد براوني على ان هذا التصرف لا ينحصر في بعض المسؤولين الفرنسيين، بل يشكل توجهاً عاماً تعزز بانتخاب الرئيس ايمانويل ماكرون في ايار (مايو) الماضي»، مشيراً الى ان تطلعات فرنسا تتجاوز تلك لبقية بلدان الاتحاد الأوروبي التي تتحين الفرص التي سيوفرها مغادرة بريطانيا الاتحاد».