استقال مساعدان بارزان لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، وأعلنا تحملهما جزءاً من المسؤولية بعد كارثة الانتخابات النيابية المبكرة بالنسبة إلى حزب المحافظين الحاكم، والتي تشكّل صداعاً لمفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقد توجّه ضربة قاضية لزعامة ماي. وشكّل مديرا مكتب ماي، نيك تيموثي وفيونا هيل، جزءاً من الحلقة الداخلية الضيّقة المحيطة بها، وحمّلهما كثيرون من المحافظين مسؤولية الحملة الباهتة للحزب وبرنامجه الانتخابي غير الشعبي، إذ أغضبا الناخبين الأكبر سناً، بخطتها لتدفيعهم مبالغ إضافية لرعاية طويلة الأجل. وأقرّ تيموثي في بيان استقالته، بفشل الحملة في الترويج لل «الخطة الإيجابية لتيريزا للمستقبل»، معتبراً أنها تغافلت عن مؤشرات إلى زيادة الدعم لحزب العمال المعارض. وأضاف: «سبب النتيجة المخيّبة لم يكن غياب الدعم لتيريزا ماي وللمحافظين، بل زيادة غير متوقعة في دعم (حزب) العمال. أتحمّل المسؤولية عن الجانب المتعلّق بي في الحملة الانتخابية، وتمثّلت في إغفال برنامج سياستنا». ووصفت كاتي بيريور التي استقالت من منصب مديرة الاتصالات لماي في نيسان (أبريل) الماضي، تيموثي وهيل ب «مقاتلين بارزين في الشارع»، مستدركة أنهما ليسا «قياديين سياسيين»، ومشيرة إلى أنهما مارسا سلطة كبرى على رئيسة الوزراء. وكان قياديون في حزب المحافظين اشترطوا عزل هيل وتيموثي لمواصلة دعمهم ماي التي تعهدت الاحتفاظ برئاسة الحكومة، على رغم أن المحافظين خسروا الغالبية في مجلس العموم (البرلمان)، علماً أن رئيس حزب العمال جيريمي كوربن دعاها إلى الاستقالة. وحصل حزب ماي على 318 مقعداً، أي أقل بثمانية مقاعد من غالبية ال326، في مقابل 262 لحزب العمال الذي انتزع مقعد دائرة كينسينغتون غرب لندن من المحافظين، بفارق 20 صوتاً بعد إعادة الفرز مرات. يأتي ذلك فيما تسعى ماي إلى استكمال الحقائب في حكومة أقلية تعتزم تشكيلها، علماً أنها أعلنت احتفاظها بشخصيات بارزة، بينها وزراء الخزانة فيليب هاموند والخارجية بوريس جونسون والداخلية آمبر رود. وأشارت إلى أن حزبها سيحاول العمل مع الحزب الديموقراطي الوحدوي في إرلندا الشمالية، في تحالف يُرجّح أن يواجه صعوبات. واتصل الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون بماي الجمعة، لتهنئتها بفوز المحافظين بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات. وأعلن ناطق باسم مكتب ماي أن ماكرون «اتصل لتهنئة رئيسة الوزراء وقال أنه شعر بسعادة باستمرارها شريكاً وثيقاً»، مشيراً إلى أنهما «اتفقا على أن الصداقة المتينة بين بلدينا مهمة وستستمر». أما ترامب فوصف نتائج الانتخابات البريطانية ب «مفاجئة». في برلين، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين أن ألمانيا وفرنسا تعملان على طرح اقتراحات في شأن صندوق تمويل دفاعي للاتحاد الأوروبي، قبل اجتماع وزاري ثنائي يُعقد في 13 تموز (يوليو) المقبل. وقالت أن الخطة الجديدة قد تشمل تمويلاً لعمل مشترك على طائرات بلا طيار، وعمليات نقل عسكرية وجهود مشتركة من أجل استقرار منطقة الساحل في أفريقيا. وأردفت: «تريد ألمانيا وفرنسا أن تصبحا محرّك الوحدة الدفاعية الأوروبية، وأن تنفّذا صندوق تمويل الدفاع في طريقة ذكية». ونبّهت إلى أن «استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الأميركية كانا كاشفين»، معتبرة أن «على الأوروبيين تحمّل مزيد من مسؤولية أمنهم». وأشارت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى أن هناك حاجة لإعادة بناء الجيش في بلادها، بعد عقود على خفض الإنفاق وزيادة جاذبية الأعمال العسكرية في مجالات مثل أمن الإنترنت. وزادت أن التعاون الدفاعي الأوروبي سيكون بتنسيق وثيق مع الحلف الأطلسي.