يرفض عبد الأحد بطرس (55 عاماً) ان يعيد افتتاح محله الخاص ببيع المشروبات الكحولية، خوفاً على حياته من الجماعات المسلحة التي وضعت عند مدخل المحل ورقة عليها عبارة «مغلق إلى الأبد». وأشار بطرس، الذي يسكن في حي الكرادة وسط بغداد، إلى ان مجموعة من محلات بيع الخمور في شارع السعدون أغلقت نهائياً. وأضاف أنه «طوال أيام عاشوراء أغلقت محلات بيع الخمور احتراماً لطقوس إخوتنا الشيعة. وكان يفترض ان نعاود ممارسة العمل بعد انتهاء زيارة الاربعين، لكن رسائل التهديد تم تعميمها على أصحاب المحلات، ما أجبرهم على الرضوخ». من جانبه، أكد ليث توما ( 44 عاماً)، أن التهديدات «شملت حتى أصحاب المحلات المجازة رسمياً، وهذا الأمر يحمل تأويلات، من بينها ان هناك جهات رسمية تدفع باتجاه منع المسيحيين من مزاولة مهنهم التي جبلوا عليها، وإجبارهم على ترك البلاد لانعدام سبل العيش بالنسبة إليهم». وأضاف أن «بعض المجموعات او المليشيات المسلحة تحنّ الى ممارسة أنشطتها الإجرامية، مستغلة الخلل الأمني او غياب السلطة المركزية التي تُحكم سيطرتها على أمن البلاد وتطبق القانون، علماً ان بعض عناصر تلك المليشيات تُقْدِم احياناً على مصادرة الخمور وبيعها في السوق السوداء باسعار باهظة، ومن هنا تتضح الاسباب او الدوافع التي تقف وراء إغلاق تلك المحلات». وأكد مصدر في مجلس محافظة بغداد، رافضاً كشف اسمه ل «الحياة»، ان «هناك اطرافاً متنفذة في مجلس المحافظة ترفض منح او تجديد اجازات ممارسة بيع الخمور بهدف تسويف القضية وإجبار المسيحيين على ترك مهنتهم تلقائياً ليبدو الأمر طبيعياً». وعن التهديدات التي وصلت إلى أصحاب تلك المحلات، قال ان «طبيعي ان تطاول التهديدات اصحاب مخازن بيع الخمور في بلاد تدّعي الديموقراطية ولا تعمل بها». اما عضو اتحاد الادباء، الذي استمر مغلقاً منذ اكثر من شهرين، الناقد عباس لطيف، فقال ل»الحياة» إن «ما يحصل هو مصادرة للحريات في شكل معلن، وهذا الامر ستكون له انعكاسات سلبية، لا بل خطيرة على المجتمع». وأضاف: «لا بد من وضع آلية جديدة تنظم عمل اصحاب المحلات او المقاهي او النوادي التي تقدم المشروبات الكحولية بانواعها، لا محاربتهم واجبارهم على تغيير مهنتهم تحت طائلة الممنوع والمحرم». وكان وزير الثقافة سعدون الدليمي، قدم السبت اعتذاراً باسم الحكومة الى جمعية «أشور بانيبال» الثقافية المسيحية التي تعرضت الى عملية اقتحام وتخريب على يد قوات قالت انها تنفذ اوامر مجلس محافظة بغداد بإغلاق الاماكن التي تقدم الخمور. ونقل تلفزيون «السومرية» عن الدليمي تأكيده خلال زيارته للجمعية، ان الحكومة ستعوضها الاضرار التي لحقت بها خلال عملية الاقتحام. وكانت الجمعية تعرضت منتصف الشهر إلى عملية اقتحام أدت الى إتلاف ممتلكاتها.