أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية ل«سوق عكاظ» الأمير سلطان بن سلمان أنه، بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيعلن تطويراً كبيراً في برنامج «السوق»، وبخاصة في ما يتعلق بدوره في بناء اللغة العربية، «فعندما كان شعب الجزيرة العربية يقرأ ويستمع إلى المعلقات كان هناك فهم للغة راقية، وعندما نزل القرآن الكريم بها كان هناك فهم لمعانيه»، موضحاً أنهم بنوا على ما بناه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، «وكان أمامنا تحدٍّ، وكانت هناك فكرة تأجيل افتتاح سوق عكاظ، وبالإصرار والعزيمة رأينا أن تخرج سوق عكاظ هذا العام بما لا يقل عما تم في السابق، مع التركيز على التراث الوطني وتاريخ الطائف والفنون والثقافة، مثل الخطابة والقصائد الشعرية والإنشاد، بمشاركة جميع شرائح المجتمع». وقال الأمير سلطان بن سلمان في مؤتمر صحافي أمس: «إن ما تشاهدونه اليوم هو بداية لمدينة سوق عكاظ الجديدة، وبداية لمستقبل عكاظ والخطط التطويرية، فستكون هناك جائزة للمعلقات الشعرية، وهي فكرة طرحها وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي، وستكون هناك خطط تطويرية شاملة لسوق عكاظ وفعالياته، ما يجعل عكاظ مناسبة دولية، وستعود سوقاً للعرب، وستتطور من الناحية الاقتصادية، فالمدينة الجديدة ستأخذ منحى اقتصادياً كبيراً جداً، مستعينين بالتقنية الحديثة مما يمكن الشباب من التعرف على نفسه من خلال سوق عكاظ»، لافتاً إلى أن هذا التطور «هو دمج لكلمة جميلة قالها الأمير خالد الفيصل: نحن لا نسعى للتغيير، نحن نسعى للتطوير»، وما صرف لسوق عكاظ، بالمقارنة مع الفعاليات الدولية يعد إنفاقاً زهيداً جداً، والمواطن والوطن يستحق أكثر من ذلك. إلى ذلك، يجتهد مهرجان «سوق عكاظ» المقام حالياً، في مقاربة قضايا ومواضيع وطيدة الصلة بالراهن الثقافي، وتشتبك على نحو جلي بهموم وأسئلة المثقف السعودي، ومن هذه القضايا التي عالجها المهرجان أخيراً في خيمته الثقافية التركيز على دعم الثقافة والفنون في السعودية، إضافة إلى متابعة السلوك الثقافي للمواطن، وذلك عبر ندوة تلامس مستقبل الثقافة والفنون في رؤية المملكة 2030 ، وشارك فيها عدد من المختصين بالثقافة والفنون في المملكة. وتطرق الدكتور عبدالله الخطيب، خلال الندوة، إلى مراحل الممارسات الثقافية وعلاقة المجتمع بالفنون عبر حقب زمنية عدة، مشيراً إلى أسباب الاهتمام بالسياسات الثقافية ومواجهة ظواهرها ومعالجتها، من خلال الأجيال الناشئة، وتعلقها بتلك الممارسات. وقال الخطيب إن الغاية من رؤية 2030 هي عودة المجتمع إلى سياسة ثقافية طبيعية، إلى جانب استمرار الدولة في دعم سياستها الثقافية وحمايتها. من جانبه، نوه رئيس «جمعية الثقافة والفنون» السابق سلطان البازعي بالمؤسسات المسؤولة عن الثقافة والفنون، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني الداعمة لهذا المسار الرامية إلى الوصول إلى نمط ثقافي جديد. وبين أن جميع المحاور الثقافية في رؤية 2030 هي محاور طور التنفيذ، إذ إنها وثيقة وطنية تعتمد جميع الفنون مساراً أساسياً في الرؤية. في حين أكدت الأديبة منى المالكي أن رؤية 2030 أنصفت المرأة المثقفة بقوة، مشيدة بدعم الدولة للمرأة السعودية المثقفة والوصول بها إلى مراتب متقدمة في هذا المجال. إلى ذلك، استوقفت الأمسية الشعرية، التي قدمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي في مقر الخيمة الثقافية جمهور الشعر والأدب من زوار عكاظ، إذ حظيت بمشاركة شاعر شباب عكاظ طارق صميلي، مع مجموعة من الشعراء الشباب، وهم الشاعرة شميسة النعماني، والشاعر خليف غالب الشمري، والشاعر محمد عبدالعزيز العتيق، وأدارها مفرح الشقيقي. وقدم الشعراء قصائدهم الفصحى المتنوعة في الوطن وقضايا اجتماعية ووطنية، وسط تفاعل الحضور، الذين أشادوا بما قدمه الشعراء الشباب. بدورهم، شكر شعراء الأمسية القائمين على سوق عكاظ، على دعمهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مثل هذا المحفل الثقافي الكبير على مستوى الوطن العربي، مؤكدين أن هذه الأمسية تعد داعماً كبيراً لهم في مسيرتهم الشعرية. وكانت أرضية سوق عكاظ تم تحويلها إلى لوحة فنية تبين جماليات الفن التشكيلي، التي التف حولها زوار السوق وبادروا بالتقاط صور لها. وتبلغ مساحة اللوحة، التي تضم معلقات عكاظ، 1800 متر مربع. وشارك في رسم هذه اللوحة تسعة فنانين من أربع دول، وهي السعودية وتركيا والأردن وبنغلاديش، واستغرق العمل بها 15 يوماً، إذ تضم المعلقات السبع والخطوط العربية. من جهة أخرى، يقدم بشكل يومي 90 عرضاً ثلاثي الأبعاد، على مساحة 90 متراً، تقدم فيه لوحات من سوق عكاظ، وصور من الدورات السابقة، وعروض للخيل والهجن، وصور لقادة المملكة. الميمون يقترح زيادة القيمة المالية لجائزة الخط أكد عميد الخطاطين السعوديين عضو لجنة التحكيم في جائزة سوق عكاظ الدولية للخط العربي الخطاط ناصر بن عبدالعزيز الميمون أن الجائزة تأتي إيماناً بأهمية فن الخط العربي، ودوره الثقافي، وحضوره الفني، وقيمته الجمالية، مشدداً على دورها الكبير في تشجيع الفنانين والخطاطين من مختلف أرجاء العالم العربي والإسلامي على الارتواء من منابع ثقافتنا العربية الجميلة والتشبع بجمالياتها، وإبراز مواهبهم، والنهوض بأساليبهم. وأثنى الميمون على الدور الكبير لفعاليات «سوق عكاظ» وجوائزه في دعم الأدب والثقافة العربية، منوهاً بجهود أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين في إعادة إحياء هذا الإراث الحضاري العربي الكبير، ودور رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، داعياً في الوقت ذاته وزارة التعليم إلى إعادة تدريس مادة الخط في الصفوف المدرسية، وخصوصاً المرحلة الابتدائية، لما لها من إسهام كبير في اكتشاف الطاقات والمواهب لدى أبنائنا الطلاب، وبخاصة في هذه المرحلة، التي تعد اللبنة الأساسية في التعليم. واقترح الميمون عدداً من الأمور، التي من شأنها الارتقاء بجائزة سوق عكاظ الدولية للخط العربي، ومن ذلك زيادة عدد مراكز الفائزين إلى أربعة مراكز، وزيادة قيمة الجوائز المالية في جوائز: الخط، وجائزة الفن التشكيلي تحديداً، إضافة إلى تكريم عدد من المبدعين والفنانين من محترفي الفن التشكيلي، والخط العربي، ممن أسهموا في المجال، وكذلك في القصة والأدب ونحوه. وبين عميد الخطاطين السعوديين أنه بدأ مشواره ذاتياً بتقليد كتابات الخطاط هاشم محمد البغدادي، ثم أخذ يقلد لوحات الجدران المعلقة في مدرسته الابتدائية بحي الشميسي بالرياض مدرسة «بلال بن رباح»، مشيراً إلى أنه حصد في مسيرته التي امتدت 45 عاماً، قضاها في وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الشباب والرياضة، 30 جائزة عالمية من دول عدة حول العالم، منها تركيا والعراق وإيران والمغرب وباكستان ودول مجلس التعاون الخليجي، وأقام أربعة معارض خاصة بالخط العربي في المملكة، وتشرف بكتابة اسم المملكة على شعار المئوية، لمناسبة مرور 100 عام على دخول الملك عبدالعزيز الرياض، إضافة إلى عضويته في جائزة «سوق عكاظ» في عدد من النسخ، وعضو ملتقى خطاطي المصحف الشريف، الذي أقيم بالمدينة المنورة عام 1432.