حصل رسام الكاريكاتور هاني عباس على جائزة «صحافة الكاريكاتور» التي تمنحها مؤسسة «رسامو كاريكاتور من أجل السلام» وتعتبر من أرفع الجوائز على مستوى العالم في الكاريكاتور وتمنح كل سنتين لرسام كاريكاتور أبدى شجاعة وموهبة والتزاماً بقيم الإنسانية والتسامح والسلام والكفاح من أجل التعبير، كما قال منظمو الجائزة. الفنان الفلسطيني-السوري مثلما يحب أن يعرف عن نفسه، أهدى الجائزة إلى الثورة السورية، وقال ل «الحياة» عن الجائزة: «الجائزة لا تمنح الثورة قيمة جوهرية، بل قيمة مضافة من حيث أن رسالتنا وصلت وتصل إلى العالم». وأكد أن «لفن الكاريكاتور دوراً مهماً في التأثير على المجتمع وتكوين الرأي العام حيال القضايا التي تهمه». وأضاف: «رسامو الكاريكاتور يقع عليهم عبء كبير في التعبير عن آراء الناس ومطالبهم، رغم المواقف الصعبة التي يتعرضون لها». عباس الذي فر من دمشق منتصف العام الفائت هرباً من الموت الذي لاحقه، لجأ إلى بيروت قبل أن يستقر في بسويسرا، وكأن اللجوء قدر يلاحق رسومه أينما حل، «الموت العشوائي وأصوات القصف والملاحقة الأمنية لرسامي الكاريكاتور، هي مفردات ومواقف من الممكن أن أشكل منها موضوعات كاريكاتورية». الفنان الذي يحب الهدوء ويكره الضجيج، يرسم منذ صغره واحترف الرسم على رغم أن مجال دراسته يبتعد عن حقل الفن. وتنقل بين عدد من الصحف السورية حتى استقر في صحيفة «المدن» الإلكترونية في لبنان كرسام أساسي لديها. «أكره أن يُفرض على رسومي أي شكل من أشكال الرقابة، وهذا كان سبب تنقلي بين عدد من الصحف على خلفية تقديم استقالتي حين أشعر بأن هناك من يحاول أن يفرض على عملي أجندة معينة». ويعتبر أن الرسم في أي موقف وأي ظرف وبعيداً من مصادر الضجيج هو الطقس الوحيد الذي يحب أن يمارسه. ويرى عباس أن شبكات التواصل الاجتماعي «منحت فنان الكاريكاتور فسحة كبيرة للحوار والنقاش مع المتلقي مباشرةً، ومعرفة آراء الناس ومواقفهم حيال الرسوم المنشورة، والخلفية الفكرية التي يعتمد عليها المتلقي في رؤيته للكاريكاتور، ما يسهل عملية التواصل بين الطرفَين». وعن النقد الموجه إلى اعتماده على الفوتوشوب وبرامج التصميم أكثر من اعتماده على قلم الرصاص، يقول عباس: «المرحلة الأولى من الرسم تكون بقلم الرصاص على الورق وتحديد الخطوط وإجراء التعديلات، ثم أتابع رسمها على الشاشة. استعمال الكومبيوتر يمنح انطباع القلم الرصاص أو الحبر الخفيف». وأضاف: «أرسم في العادة النسخة الأصلية كلياً بقلم الرصاص... والمهم أن الفكرة تصل كاملةً بغض النظر عن الوسائل المستخدمة للتعبير». والجدير ذكره أن لوحة عباس التي يظهر فيها جندي يستنشق أريج وردة، اختيرت لتكون ملصقاً للجائزة التي تزامن إنشاؤها مع الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى.