شكّل أهالي عدد من أحياء جدة أول من أمس فرق عمل تطوعية بشكل طارئ للإنقاذ وإمداد مدارس البنات في حي قويزة في المدرسة ال38 ومدارس في حي الربيع والأحياء المجاورة وطالبات احتجزن في كلية دار الحكمة، بكميات كبيرة من المياه والوجبات الغذائية بعد أن انقطعت المياه والكهرباء عن تلك المدارس، وسط حالات الخوف والهلع التي انتابت الجميع أثناء وعقب هطول الأمطار الغزيرة على المدينة الساحلية. وبحسب الدكتور خالد الشتيوي فإن نداءات وجهتها المعلمات والطالبات إلى أولياء أمورهن وحراس المدارس بضرورة توفير المياه والوجبات الغذائية للمحتجزات بعد أن أغلقت المياه المحال التجارية القريبة من تلك المدارس وقيام أصحابها بإقفالها بعد أن حاصرتها المياه، كما أسهمت الفرق «البسيطة» التي تم تشكيلها في جلب أدوية الضغط والسكر لكبار السن من قائدي المركبات الذين لم يتمكنوا من أخذ أدويتهم بحسب الدكتور الشتيوي، الذي أكد أن عدداً من الشبان قاموا بشراء أدوية ضغط وسكر من إحدى الصيدليات ومنحها لكبار السن داخل المركبات. وأسهمت كثافة المياة المتدفقة عبر الشوارع مع عدم وجود منافذ تصريف في توجّه المياه إلى خزانات المياه في العمائر السكنية وبعض المدارس، واختلطت على إثرها مياه الشرب مع مياه الأمطار المتدفقة، ما أسهم في تلوث مياه الشرب وتوجّه المواطنين إلى المراكز التجارية والمحطات القريبة لإمداد المنازل المتضررة بالمياه الضرورية. من ناحية ثانية، خرجت غالبية الشوارع الرئيسية وسط وجنوب المحافظة عن الخدمة تماماً بعد العاصفة الممطرة التي اجتاحت جدة أمس، وتقطعت السبل بسائقي المركبات والنساء والأطفال، إذ حاول بعض الشبان الوصول إلى السيارات المحتجزة وحمل الأطفال في مشاهد تذكر بما حصل إبان الكارثة الشهيرة العام قبل الماضي على المحافظة، إذ قام أحد «سائقي اللموزين» من الجنسية الباكستانية بعد مغرب أول من أمس بإنقاذ أسرة سعودية في شارع المكرونة الذي أقفل تماماً بعد مغرب يوم أمس، بعد أن انتابت الأسرة حالة فزع وبكاء داخل السيارة، والغريب في الأمر أن الأسرة مكونة من امرأة وثلاثة أطفال ولا يوجد قائد للمركبة، ما دفع سائق اللموزين إلى التوجه مباشرة الى الأسرة وإخراجها والذهاب بها بعكس الشارع مباشرة إلى أقرب منطقة لإيوائهم.