أكد الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية البريطاني وليم هيغ خلال لقائهما في دمشق أمس، أن «العمل المشترك بين دول المنطقة وأوروبا لإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، سيحقق الازدهار والاستقرار وسينعكس إيجاباً على المنطقتين والعالم». وجدد هيغ في مؤتمر صحافي رغبة بلاده في «التعاون» و«مواصلة الانخراط» مع سورية التي لها «دور مهم» في المنطقة، لافتاً الى دعم استعادة الجولان السوري. وكان الأسد استقبل صباحاً هيغ بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان. وأفاد بيان رئاسي أن اللقاء تناول «العلاقات الثنائية وسبل دفعها في جميع المجالات وأهمية استمرار الحوار بين البلدين على المستويات كافة وفتح آفاق جديدة للتعاون وخصوصاً في مجال التعليم والثقافة». وأعلن المعلم في مؤتمر صحافي، أن هيغ أجرى «محادثات بناءة» مع الرئيس الأسد تناولت «العلاقات الثائية والأوضاع الإقليمية الراهنة في لبنان والعراق والوضع في المنطقة». وقال رداً على سؤال ل «الحياة» إن «ما جرى في لبنان كان عملية تتفق مع الأصول الدستورية اللبنانية، ونحترم خيار ممثلي الشعب اللبناني ونأمل للرئيس المكلف أن يتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية ونحض كل الأطراف على المشاركة فيها. سورية جاهزة للتعاون مع الحكومة التي يرأسها الأستاذ نجيب ميقاتي وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين لنصل في العلاقات إلى المستوى الذي يتطلع إليه الشعبان السوري واللبناني». وزاد: «نحن نحترم سيادة لبنان واستقلاله ونريد بناء علاقات ثنائية قائمة على الاحترام المتبادل وندعو كل دول العالم الى أن تلتزم بما تلتزم به سورية وأن لا تعطي أحكاماً مسبقة وشروطاً مسبقة لعمل الحكومة اللبنانية المقبلة». وقال هيغ رداً على سؤال ل «الحياة» إن لندن «تدعم قيام علاقات إيجابية» بين البلدين. وقال المعلم: «لا توجد مطالب من سورية. ما يهمنا هو مصلحة الشعب اللبناني وتحقيق أمنه واستقراره. لكن ما يحيرنا عندما نقول إننا لا نريد أن نتدخل نسمع محاضرات عن احترام سيادة لبنان واستقلاله، نحن نريد من الآخرين الذين يدعوننا الى احترام سيادة لبنان واستقلاله أن يمارسوا هذا الاحترام على أرض الواقع فعلاً». ورداً على سؤال يتعلق بالعلاقات السورية - السعودية، قال المعلم: «أولاً، العلاقة بين سورية والمملكة العربية السعودية طيبة وجيدة ونأمل أن تتطور وتتعمق أكثر لأنها بالأساس بنيت على خدمة مصالح الشعبين»، مضيفاً: «نحن بالأساس من حيث المبدأ -ليس هذا يعني المملكة أو غير المملكة، وإنما مع أي دولة - نقيم علاقات ثنائية بمعزل عن وجود طرف ثالث فيها. لذلك قلت إن هذه العلاقات يجب أن تخدم الشعبين».