اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الوقت حان للعمل «في شكل بنّاء» مع موسكو، بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألمانيا. وأشار إلى انهما ناقشا تأسيس «وحدة منيعة لأمن الإنترنت»، في خطوة ندّد بها قياديون جمهوريون، علماً أن ترامب تجنّب إفصاح هل قبِل نفي بوتين تدخل بلاده في انتخابات الرئاسة الأميركية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين حكوميين أميركيين أن قراصنة حكوميين روساً اخترقوا أخيراً أنظمة الطاقة النووية الأميركية وشركات طاقة أخرى. وأضافت أن المسؤولين الحكوميين ومسؤولين صناعيين أميركيين أكدوا أنها المرة الأولى التي يُعرف فيها أن قراصنة روساً خرقوا شبكات شركات الطاقة النووية في الولاياتالمتحدة. لكن ترامب كتب على موقع «تويتر»، أنه وبوتين ناقشا «تشكيل وحدة منيعة لأمن الإنترنت، لتفادي اختراق الانتخابات، ومسائل سلبية كثيرة أخرى». وكرّر تساؤله عن سبب امتناع سلفه الديموقراطي باراك أوباما عن التصدي لاحتمال تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية، على رغم «امتلاكه معلومات» في هذا الصدد قبل الاقتراع. وأضاف: «ضغطت بقوة مرتين على الرئيس بوتين في شأن التدخل الروسي في انتخاباتنا. نفى ذلك بشدة. أعطيت رأيي». وأشار إلى انهما لم يبحثا في العقوبات المفروضة على روسيا، وزاد: «لن يُنجز أي شيء إلى أن تُسوّى المشكلتان الأوكرانية والسورية! تفاوضنا على وقف للنار في أجزاء من سورية، سينقذ أرواحاً. والآن حان الوقت للمضيّ في العمل على نحو بنّاء مع روسيا»! واعتبر أن قمة مجموعة العشرين كانت «نجاحاً ضخماً للولايات المتحدة»، إذ «أوضحت أن على الولاياتالمتحدة أن تصلح صفقات تجارية سيئة كثيرة أبرمتها. وسننجز ذلك»! ولم يوضح ترامب هل قبِل نفي بوتين تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية، لكن كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبيوس قال إن «الرئيس لم يصدق إطلاقاً نفي الرئيس بوتين». واستدرك بريبيوس ومسؤولون آخرون في الإدارة أن ترامب لم يُرِد أن يمنع التدخل الروسي في الانتخابات العمل مع حكومة بوتين، في شأن ملفات أخرى، بما في ذلك الحرب السورية. وانتقد قياديون جمهوريون فكرة تأسيس «وحدة لأمن الإنترنت» مع موسكو، إذ اعتبر السيناتور النافذ ليندسي غراهام أن تغريدات ترامب «مخيبة، وهو يؤذي موقع الرئاسة». وأضاف: «ليست الفكرة الأكثر غباءً التي سمعتها في حياتي، لكنها قريبة جداً» من أن تكون كذلك. وشدد على أن استعداد ترامب لأن «يغفر وينسى» عزّز تصميمه على تمرير مشروع قانون يشدد عقوبات على روسيا. وكتب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو على «تويتر»: «يتطلّب الواقع والبراغماتية أن ننخرط مع فلاديمير بوتين، (لكنه) لن يكون أبداً حليفاً جديراً بالثقة أو شريكاً بنّاء يمكن الاعتماد عليه». واعتبر أن الدخول في شراكة مع بوتين في شأن «وحدة لأمن الإنترنت» مثل «شراكة مع (الرئيس السوري بشار) الأسد في وحدة للأسلحة الكيماوية». أما آدم شيف، أبرز الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فاستبعد أن يكون الروس «أيّ نوع من الشركاء الموثوق بهم، في شكل من وحدة للأمن الإلكتروني». وأضاف: «إذا كان هذا أفضل دفاع انتخابي، فربما نرسل صناديق الاقتراع إلى موسكو». إلى ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن دونالد ترامب الابن، النجل الأكبر للرئيس الأميركي، وصهره المدير السابق لحملته الانتخابية جاريد كوشنر، التقوا المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا المرتبطة بالكرملين، في برج ترامب في مانهاتن في حزيران (يونيو) 2016. وأكد دونالد ترامب الابن اللقاء، مستدركاً انه كان «اجتماعاً تمهيدياً وجيزاً» ركّز على برنامج شعبي لمساعدة الأميركيين على تبنّي أطفال روس، كانت الحكومة الروسية جمّدته. وأضاف: «طلب مني أحد معارفي حضور اللقاء، ولكن لم أُبلغ مسبقاً باسم الشخص الذي سألتقيه». وأعلن محامٍ عن كوشنر أن صهر ترامب «حضر لفترة وجيزة» اللقاء.