أكد البيت الأبيض والكرملين أمس أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين سيلتقيان بعد غد الجمعة، على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية. ولفت مسؤولون أميركيون إلى أن واشنطن لم تُعِدّ «جدول أعمال محدداً» للاجتماع، على خلفية سجال صاخب في الولاياتالمتحدة، في شأن اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، وشبهات بتواطؤ حملة ترامب مع معسكر بوتين. ويُرجّح أن تشكّل كوريا الشمالية ملفاً أساسياً خلال لقاء ترامب – بوتين، بعدما أعلنت أنها أطلقت للمرة الأولى أمس صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، مشيرة إلى أن أسلحتها تطاول «أي مكان في العالم». وطغى هذا الملف على لقاء بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ في موسكو أمس، إذ اقترح الجانبان أن تجمّد بيونغيانغ اختباراتها النووية والصاروخية، فيما تجمّد واشنطن وسيول تدريبات عسكرية سنوية ضخمة. وأعلنت الإدارة الأميركية أن ترامب وبوتين سيعقدان «اجتماعاً ثنائياً عادياً» الجمعة، علماً أن نائب وزير الخارجية الأميركي توماس شانون التقى السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسيلياك، للتحضير للقاء الأول بين الرئيسين. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين أن «لا جدول أعمال محدداً للاجتماع من الجانب الأميركي». وعزت ذلك إلى تشنّج في الولاياتالمتحدة ضد روسيا، لاتهام الأخيرة بالتواطؤ مع حملة ترامب في قرصنة إلكترونية للحزب الديموقراطي قبل الاقتراع. ويفاقم ذلك ضغوطاً على ترامب، لكي يمتنع عن ترطيب الأجواء مع بوتين، علماً أنه كان اعتبره «قائداً قوياً» خلال حملته الانتخابية. وأشارت «أسوشييتد برس» إلى أن مسؤولين في الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي «يراجعون فكرة تقديم حوافز أميركية لروسيا في الاجتماع»، تشجّع على تحسين العلاقات بين الجانبين. وأعرب مايكل ماكفول الذي كان سفيراً للولايات المتحدة لدى روسيا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عن خشيته من أن يدخل ترامب الاجتماع من دون أهداف واضحة، قائلاً: «أرجو أن يفكّر أولاً في ما هو هدفنا في أوكرانيا، وما هو هدفنا في سورية، وفي كيفية تحقيق ذلك خلال لقائه بوتين». أما السيناتور الجمهوري كوري غاردنر فرأى أن «على الرئيس توضيح أن العدوان المستمر من روسيا في مختلف أنحاء العالم ليس مقبولاً، وأن محاسبتها واجبة». ونبّهت جولي سميث التي كانت ضمن فريق الأمن القومي في إدارة أوباما إلى أن «رد فعل الكونغرس سيكون سلبياً جداً، إذا ابتسم (ترامب) أو لفّ ذراعه حول بوتين أو قال: إنه لشرف أن ألتقي بك. سنجد طريقاً إلى أمام». في موسكو، أكد يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، أن بوتين وترامب سيلتقيان الجمعة على هامش قمة مجموعة العشرين. وحظي اجتماع بوتين– شي جينبينغ الذي يسبق قمة هامبورغ بأهمية خاصة، لجهة «تنسيق مواقف الطرفين حيال الملفات الساخنة في العالم»، كما أعلن الكرملين. وأكد بوتين أن المحادثات ركّزت على الوضع في شبه الجزيرة الكورية وأزمة سورية، معلناً «اتفاقاً على تعزيز علاقات البلدين والتنسيق على المستوى الدولي». وشدد الرئيس الصيني على أن بلاده تقيم «أوثق علاقات» مع روسيا، مشيراً إلى أن الجانبين وقعا بيانَين مشتركين في شأن تعزيز تعاونهما الثنائي، وكذلك حول مواقف البلدين في شأن أبرز الملفات الدولية، خصوصاً مكافحة الإرهاب. وسارت موسكو وبكين خطوات لتعزيز «شراكتهما الاقتصادية»، إذ أعلنت وزارة المال الروسية توقيع عقود قيمتها 10 بلايين دولار خلال الزيارة، إضافة إلى اتفاق لتأسيس صندوق استثمار مشترك قيمته 12 بليون دولار. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدرته وزارتا الخارجية الصينية والروسية، بعد فترة وجيزة على لقاء بوتين- شي جينبينغ: «الوضع في المنطقة يؤثر في المصالح الوطنية للبلدين. ستعمل الصينوروسيا بتنسيق من قرب، للتوصل إلى حلّ للمشكلة المعقدة في شبه الجزيرة الكورية، بكل طريقة ممكنة». وحضّت موسكو وبكين واشنطن وسيول وبيونغيانغ على تبنّي خطة صينية، تتضمّن تجميد كوريا الشمالية اختباراتها النووية والصاروخية، في مقابل تجميد الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية سنوية ضخمة، وذلك تمهيداً لمحادثات متعددة الأطراف يجب أن تؤدي إلى نبذ العنف واستخدام القوة.