باتت السيطرة على المنتجات المطروحة للتداول مهمة أكثر صعوبة في ظل التسويق الإلكتروني، فمن خلاله يستطيع مروجو منتج ما التأثير في الشباب واستفزازهم بعبارات تحدٍ حول قوة المنتج وقدرتهم على تجريبه، من دون خضوع ذلك المنتج للرقابة أو التصاريح الطبية التي تجيز تداوله. وعلى ذلك النهج، انتشر أخيراً منتج «قهوة تمنّي الموت» الذي كسب شهرة واسعة بين محبي القهوة من دون الالتفات إلى أخطاره. ووفقاً لمروّجي «قهوة الموت» عبر موقع «فايسبوك»، ظهر المنتج عام 2012 حين أنتجته شركة أميركية للمشاركة في مسابقة عنوانها «عمل صغير لعبة كبيرة» وضمن لها الفوز فيها. ويحتوي كوب متوسط من هذه القهوة على 650.4 مليغرام من مادة الكافيين، أي ما يناهز 200 في المئة من الكافيين الموجود في كوب القهوة العادية. ولجأ مروّجو المنتج إلى الأسلوب الدعائي الاستفزازي لحض الجمهور على الشراء، قائلين: «لا يمكن أي شخص في العالم أن يتناول كوباً من هذه القهوة "Death Wish Coffee" ليس لثمنها، ولكن لأنه لا يمكنه أن يتحمل عواقب شرب هذا الكوب في الأيام التالية... فإذا كنت تشعر بأن القهوة التقليدية لم تعد تنفع لتجعلك مستيقظاً أو لتعطيك التركيز الذي تحتاج إليه طوال اليوم، ننصحك بأن تغير نوع قهوتك وتتناول كوباً من القهوة الأقوى في العالم التي تصنّع في شمال ولاية نيويورك». ويحذر المتخصص في الدماغ والأعصاب في جامعة القاهرة سامح صقر من خطر ذلك المنتج الذي «يعمل على إلغاء نسبة النيكوتين القليلة التي يصدرها الدماغ، مقابل الاستعانة بصورة كلية بالمؤثر الخارجي الذي يصبح تأثيره في ما بعد كتعاطي المخدرات والتدخين، بما يتركه ذلك من آثار سلبية على الجهاز العصبي». ويضيف ل «الحياة» أن «الإنسان الطبيعي يكفيه تناول من فنجان إلى اثنين في اليوم من القهوة، وبخلاف ذلك يتأثر الجسم» بصورة سلبية. يذكر أن المصريين عرفوا مشروب القهوة في منتصف القرن ال15، بعد اكتشاف بذور البن في إثيوبيا واليمن.
