تونس - أ ف ب، رويترز - تظاهر المئات صباح أمس الثلثاء أمام القصر الحكومي بالقصبة في العاصمة التونسية مطالبين باستقالة الحكومة الموقتة التي يهيمن عليها وزراء من حكومة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأمضى معظم هؤلاء المتظاهرين في البرد ليلة ثانية في ساحة القصبة أمام قصر الحكومة متحدّين حظر التجول. وحال نهوضهم من النوم حيّوا العلم وأنشدوا النشيد الوطني قبل البدء برفع شعارات ضد الحكومة تحت أنظار جنود يحرسون الساحة. وقام متطوعون بتوزيع القهوة وطعام الفطور على المحتجين. وكان الناطق باسم الحكومة ووزير التربية الطيب البكوش، أعلن الإثنين لوكالة «فرانس برس» عن تعديل وزاري وشيك، مؤكداً في الوقت نفسه أنه «شخصياً» مع الابقاء على وزراء من حكومة بن علي لضمان «استمرارية الدولة». ووصل إلى تونس الإثنين جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط لإجراء محادثات حول «الإصلاحات الديموقراطية والانتخابات» مع الحكومة الموقتة. ونقلت وسائل إعلام حكومية عن فيلتمان، الذي اجتمع مع مسؤولين بينهم وزير الخارجية كامل مرجان، أن الولاياتالمتحدة سمعت أصوات الشعب التونسي، وأنها سمعت أصواتهم عالية وواضحة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم أي دعم يكون مناسباً أو مطلوباً، لكن واشنطن تتخذ الآن خطوات لإظهار مساندتها لما يريده الشعب التونسي. وواصل فيلتمان محادثاته في تونس أمس. وقال فيليب كراولي الناطق باسم الخارجية الأميركية الإثنين، إن الحكومة التونسية «تلاقي صعوبات في تلبية تطلعات شعبها، ونحن نعتبر الإجراءات المتخذة حتى الآن مشجعة». وكان الجنرال رشيد عمّار، أكبر قادة الجيش التونسي، قال لحشود خارج مكتب رئيس الوزراء محمد الغنوشي يوم الإثنين، إن الجيش سيدافع عن ثورة الشعب. وشدد على أن ثورة الشباب قد تضيع وقد تُستغل من جانب من ينادون بخلق فراغ دستوري. ودعا الاتحاد الجهوي للشغل (فرع المركزية النقابية) في صفاقس إلى «إضراب عام» في ثاني أكبر المدن التونسية اليوم الأربعاء وذلك للمطالبة بحل الحكومة الموقتة التي كانت رصدت أول من أمس اعتمادات عاجلة وفورية لمساعدة المناطق الأكثر فقراً في الوسط الغربي للبلاد الذي انطلقت منه «ثورة الياسمين» التي أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي. وقال أحمد نجيب الشابي وزير التنمية الجهوية والمحلية في حكومة الوحدة الوطنية خلال حوار تلفزيوني الإثنين: «تم رصد 500 مليون دينار (260 مليون يورو) كاعتمادات عاجلة وفورية لمساعدة وإسعاف مواطني عدد من الولايات والمناطق ذات الأولوية، ومنها سيدي بوزيد والقصرين وقفصة التي تضررت من الحيف الاجتماعي واختلال التنمية الجهوية». وأوضح الشابي الذي كان زعيم حزب معارض في عهد بن علي، أن «الاعتمادات ستشمل ضحايا ثورة تونس من عائلات الشهداء والجرحى». في غضون ذلك، قال ناشطون حقوقيون إن أجهزة الأمن التونسية التي أشرفت على «الدولة البوليسية» التي أدارها الرئيس المخلوع، لا تزال في مكانها. وقال علي زيدان نائب رئيس منظمة حقوق الإنسان التونسية التي كانت علاقاتها متوترة مع الرئيس السابق، انه لم يطرأ أي تغير على وزارة الداخلية التي كانت أداة للنظام. المغرب سيعزز الدعم للمواد الغذائية «بأي ثمن» وفي الرباط (رويترز)، قال الناطق باسم الحكومة المغربية أمس الثلثاء إن ارتفاع أسعار الغذاء والنفط الخام ستكون له عواقب شديدة على موازنة البلاد في 2011، لكنه أكد أن المملكة ستعزز الدعم للسلع الأساسية بأي ثمن وستحمي القوة الشرائية للمواطنين. وقال خالد الناصري الذي يتولى أيضاً منصب وزير الاتصال (الإعلام) إن الحكومة ستخصص 10 في المئة من موازنة الاستثمار في 2011 لدعم السلع الأساسية. ولا تنتج المملكة البالغ عدد سكانها 32 مليون نسمة، النفط أو الغاز، كما أنها من أكبر عشرة مستوردين للقمح في العالم.