كشف الدكتور منذر القباني أن رواية «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2013 التي تعد من الروايات العربية الأكثر مبيعاً، وتحمل حبكة وتشويقاً اجتماعياً، ما كان لها تحقيق نجاح لولا الوهج الإعلامي والجوائز التي رافقتها التغطيات الصحافية. وأوضح القباني، في محاضرته بعنوان: «أدب الغموض والتشويق العالمي والعربي» وانعقدت ضمن النشاط الثقافي ل«مجلس حمد الجاسر الثقافي» أمس (السبت) وأدارها الدكتور أوس الشمسان، أن بداية نجيب محفوظ كانت عبر الرواية التاريخية والفرعونية، مثل «عبث الأقدار» و«كفاح طيبة»، وبعدها بدأ بالرواية الاجتماعية، وقال: «رواية (زينب) لمحمد حسن هيكل التي صدرت عام 1916 تعد من البدايات الأولى للرواية الاجتماعية، إذ لم يضع الكاتب اسمه على روايته، ما يثير عنصر التشويق عند القارئ»، وذكر أن الشاعر أو الكاتب كان يتحاشى ذكر محبوبته، فيكلم الطير ويتشارك معه لغز المحبوبة. وبيّن قباني أن الكاتب المصري نهاد شريف كان مميزاً في عنصر التشويق في روايته «قاهر الزمن»، إلا أن عدداً من الروايات لم تأخذ حقها، على رغم أنها مازجة للخيال العلمي مثل رواية «العنكبوت» لمصطفى محمود، موضحاً أن الطبيبين الكاتبين أحمد خالد توفيق ونبيل فهمي برعا في كتابة رواية الرعب، مستكملَين عناصر التشويق كافة. وأفاد بأن الساحة العربية تخلو من تيار خيال علمي لأدب الرعب، بسبب ضعف الخيال في العالم العربي، حتى إن عبارة فلان «خياله واسع» تعد من سلبيات الإنسان في عالمنا العربي، بعكس الغرب الذي حوّل الرواية البوليسية أو التاريخية إلى إبداع من طريق الخيال اللامتناهي. وأشار إلى أن ألبرت أينشتاين قال: «إن الخيال أعظم من المعرفة»، ما يؤكد معه أن الخيال غير محدود بخلاف المعرفة، لافتاً إلى أن تقصير الصحف المحلية في تناول الأفكار الثقافية يكمن في ضعف أهمية المنتج «الثقافي» لشريحة كبيرة من الناس. وأشار إلى أنه على رغم انشغاله بمهنته «الجراحة الطبية» إلا أنه يقرأ الكتب الإلكترونية ويكتب في ساعات الفراغ، ما يتيح له مساحة للاطلاع على الكتب التي تستهوي فضوله، مثل كتب آرثر وكار سيغل وجورج مارتن، ويجد فيها عناصر التشويق، مبيناً أن عدداً من المؤلفين العرب يبرع برواية واحدة على شكل مذكرات، ويختفي لافتقار خياله إلى البحث في تجارب أخرى. كما قال قباني: «إن رواية (ألف ليلة وليلة) لاقت رواجاً وانتشاراً، لوجود عناصر تشويق غامضة فيها»، إذ لا يعرف بأية لغة كتبت أو من كتبها، أو هل الأسماء المذكورة لها علاقة بالواقع أم من نسج الخيال - بحسب رأيه -. وذكر أن الخيال مثل العضلة، موجود عند كل إنسان، لكنه بحاجة إلى تدريب، لافتاً إلى أننا لا نراعي الخيال الذي تفيض به عقول أطفالنا لاستثماره.