سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لطمأنة معارضي الرئيس السوري بشار الأسد أمس، بعد أن أثار القلق بين الجماعات المعارضة بقوله إنه لا يرى خليفة شرعياً للأسد، مشدداً أمس على أنه يساند الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات السلام السورية التي تجرى تحت إشراف الأممالمتحدة. في موازاة ذلك، يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باريس اليوم لبحث الصراع الدائر في سورية. وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولوند يدعم المعارضة السورية ويطالب بإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات، من طريق تحول ديموقراطي يقود في نهاية المطاف إلى رحيل الأسد. وقال ماكرون، وهو وسطي انتخب في أيار (مايو) الماضي، إنه لم يعد يعتبر رحيل الأسد شرطاً مسبقاً للتفاوض على تسوية الصراع الذي أودى بحياة مئات الألوف ودفع أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم. ويصف ماكرون الأسد بأنه «عدو للشعب الفرنسي»، لكنه قال إن أولوية بلاده هي محاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سورية دولة فاشلة. وأثارت التصريحات، التي حظيت بإشادة البعض في فرنسا، حالة من عدم الارتياح بين المعارضة السورية ومسؤولين سابقين وجماعات تقدم المساعدات الإنسانية. وبدا أن ماكرون كان يحاول تخفيف تصريحاته، بعد حديثه مع رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية التي تمثل مجموعة من المعارضة المسلحة والسياسية، في محادثات تعقد في جنيف وتتوسط فيها الأممالمتحدة بين الأطراف المتحاربة في سورية. وقالت الرئاسة في بيان إن ماكرون أكد لحجاب أن فرنسا تساند الهيئة العليا للمفاوضات، في محادثات السلام السورية التي تجرى تحت إشراف الأممالمتحدة. وقال البيان: «أكد الرئيس للسيد حجاب رغبته في التعاون بالكامل وفي شكل شخصي، من أجل التوصل لحل سياسي يشمل الجميع في إطار جنيف». وكانت تصريحات ماكرون، التي أدلى بها يوم 21 حزيران (يونيو)، تؤكد الموقف الروسي القائل بعدم وجود بديل للأسد. وسعى الرئيس الفرنسي إلى تعاون أوثق مع روسيا. ويقول ديبلوماسيون فرنسيون إنه يرغب في بناء حالة من الثقة، بخاصة في ما يتعلق بسورية. وقال مكتب حجاب إنه أبلغ ماكرون خلال حديثهما أول من أمس «أن بشار الأسد فقد الشرعية، بعد أن ثبت تورطه مرات عدة في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه». وأضاف المكتب أن بقاء الأسد في منصبه «يعزز الفوضى، ويرسخ دور المنظمات الإرهابية، ويجلب المزيد من الميليشيات الطائفية، ويؤجج التمييز والكراهية». وكان فوز ماكرون في الانتخابات قد أتاح لباريس الفرصة لمراجعة سياستها في شأن سورية بعد أن اعتبر معارضو سياسة هولوند الخارجية موقفه متعنتاً للغاية وأنه تسبب في عزل الحكومة الفرنسية.