سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لطمأنة معارضي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الأربعاء)، بعدما أثار القلق بين الجماعات المعارضة بقوله إنه «لا يرى خليفة شرعياً للأسد». وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاوند يدعم المعارضة السورية ويطالب بإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات من طريق تحول ديموقراطي يقود في نهاية المطاف إلى رحيل الأسد. وقال ماكرون إنه لم يعد يعتبر رحيل الأسد شرطاً مسبقاً للتفاوض على تسوية الصراع الذي أودى بحياة مئات الألوف، ودفع أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم. ويصف ماكرون الأسد بأنه عدو للشعب الفرنسي، لكنه قال إن أولوية بلاده هي محاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سورية دولة فاشلة. وأثارت التصريحات، التي حظيت بإشادة البعض في فرنسا، عدم ارتياح المعارضة السورية ومسؤولين سابقين وجماعات تقدم المساعدات الإنسانية. وبدا أن ماكرون كان يحاول اليوم تخفيف تصريحاته بعد حديثه مع رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وتمثل الهيئة مجموعة من المعارضة المسلحة والسياسية في مفوضات تعقد في جنيف وتتوسط فيها الأممالمتحدة بين الأطراف المتحاربة في سورية. وقالت الرئاسة في بيان إن ماكرون أكد لحجاب أن فرنسا تساند الهيئة في مفاوضات السلام السورية التي تجرى تحت إشراف الأممالمتحدة. وقال البيان: «أكد الرئيس للسيد حجاب رغبته في التعاون بالكامل وبشكل شخصي من أجل التوصل لحل سياسي يشمل الجميع في إطار جنيف». وكانت تصريحات ماكرون التي أدلى بها في 21 حزيران (يونيو) الماضي تؤكد الموقف الروسي القائل بعدم وجود بديل للأسد. وسعى الرئيس الفرنسي إلى تعاون أوثق مع روسيا، ويقول ديبلوماسيون فرنسيون إنه يرغب في بناء الثقة خصوصا فيما يتعلق بسورية. وقال مكتب حجاب إنه أبلغ ماكرون خلال حديثهما أمس «أن بشار الأسد قد فقد الشرعية بعدما ثبت تورطه عدة مرات في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه». وأضاف المكتب أن بقاء الأسد في منصبه «يعزز الفوضى، ويرسخ دور المنظمات الإرهابية، ويجلب المزيد من الميلشيات الطائفية، ويؤجج التمييز والكراهية».