هدد الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي كل من ينتقد «حال الطوارئ» التي أعلنها في جزيرة مينداناو (جنوب)، حيث يقاتل آلاف الجنود منذ 23 أيار (مايو) الماضي لاستعادة مدينة ماراوي من جماعة «ماوتي» التي بايعت تنظيم «داعش». وقال: «نستطيع أن نتحدث عن شيء آخر والذهاب إلى تنازلات، لكن ليس حين تكون مصلحة بلادي على المحك». ومع تدفق القوات لاحتواء الوضع ماراوي التي لم يتوقع احد ان تندلع حرب مدن بطيئة وصعبة وغير معتادة فيها، قال الكولونيل كريستوفر تامبوس، أحد الضباط الذين يقودون العمليات البرية في المدينة: «نحن معتادون على حركات التمرد، لكن انتشاراً بهذه الضخامة وهذا النوع من الصراع يمثل تحدياً لقواتنا». واعلن ان نيران المسلحين والفخاخ، مثل أنابيب الغاز المفخخة، تعرقل سير أعمال تطهير المدينة. وبعد أسابيع على الضربات الجوية والقصف تحولت ماراوي التي تقع على شاطئ بحيرة ويُسكنها حوالى 200 ألف نسمة إلى مدينة أشباح مع تهدم المباني في وسطها واحتراقها، فيما لا تزال المباني في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش سليمة، لكن أصحابها هجروها. وتقدر السلطات بأن بين 100 و120 مقاتلاً بعضهم مراهقون في سن السادسة عشرة ما زالوا يتحصنون في الحي التجاري بانخفاض عن نحو 500 في بداية الحصار، فيما يقول الجيش إن المقاتلين يحتجزون حوالى مئة رهينة دروعاً بشرية أو أجبروا على حمل السلاح. وتلقي طائرات حربية قنابل يومياً على منطقة المتشددين، وتصوّب من أطراف المدينة فرق مدافع المورتر نيرانها على قلب ساحة القتال. وقال الرقيب جيفري بايبايان، المتخصص في مدافع المورتر وهو يدون إحداثيات أملاها مراقب قرب منطقة القتال عبر جهاز لاسلكي: «مدافع مورتر مصممة لاستهداف أشخاص، ومناطق أصغر من أهداف الضربات الجوية». وأضاف: «إصابة الأهداف بدقة قد يكون صعباً، ونحن نطلق قذائف بلا إصابة أهداف، لذا نشعر بقلق على قواتنا القريبة جداً من منطقة العدو». وتأكد مقتل أكثر من 400 شخص بينهم أكثر من 300 مسلح و82 من قوات الأمن و44 مدنياً في ماراوي. وعُثر على جثث لمدنيين بلا رؤوس، علماً ان الجيش حذر من أن عدد سكان المدينة الذين قتلوا على أيدي المتمردين قد يرتفع كثيراً مع استرداد جنوده مزيداً من الأرض. وتعتقد السلطات أن إمدادات المتشددين وذخيرتهم بدأت تنفد، لكنها لم تحدد موعداً لاسترداد المدينة.