يتطلع أهالي محافظة بيشة إلى تطوير أداء بعض الأجهزة الخدمية، وتحقيق تطلعات الأهالي، في ظل التمدد العمراني، الذي تشهده المحافظة، وضعف البنية التحتية المتمثلة بالجسور ومخارج الطرق الرئيسة، وتطوير الأحياء العشوائية، وإضافة عدد من المتنزهات، فضلاً عن تطوير المخططات الحكومية في جنوب وشرق المدينة، التي تفتقد أبسط الخدمات، وبخاصة أنها تعاني من تأخر تنفيذ مشاريع تطوير الأحياء النظامية، ولا سيما في ظل انتشار الأحياء العشوائية المحاذية للمدينة في وسط وجنوبالمدينة وغربها. وبحسب المواطن فايز السلولي (أحد سكان وسط المدينة) فإن تطلعات المواطنين نحو التطوير تنبع من وسط المدينة، ثم تمتد وفق خطة مرحلية لربطها بالأحياء المجاورة، وتنتشر معها آلة التطوير أفقياً، ويجري تحديد حاجات المجتمع المتمثلة بالحدائق والمتنزهات والترصيف والإنارة، وإيجاد جسور وتقاطعات متوافقة هندسياً، مع دراسة مجلس التنسيق المروري، منوهاً بأن البلدية منذ أكثر من خمسة أعوام وهي تعمل على مشاريع غير جوهرية، ولا تمس حاجات المواطنين في أنحاء المدينة كافة، ولذلك تجد آلية تنفيذ المشاريع وتوزيعها تعاني من العشوائية وعدم الدقة والتقنين. فيما طالب أهالي مركز الحازمي بسرعة إنهاء ازدواج الطريق الرابط بمحافظة بيشة، وتطوير مشاريعها، المتمثلة بربط الطرق بالمراكز المجاورة، وإنهاء بعض الجسور والعبارات التي تربط مراكز وادي ترج بمحافظة بيشة. كما طالبوا بإنهاء المشاريع المعلقة لتهيئة المركز ومخططاته، وتوفير حاجات السكان كافة، بما في ذلك تطوير المركز الصحي فيه. وقال المواطن عبيد البيشي: «إن مركز الحازمي يحتاج إلى تطوير المخططات الحكومية فيه، وتوفير المشاريع، بما في ذلك إيصال مشروع المياه، وإيصاله إلى مشروع المخطط، والعمل على تطوير مركز صحي الحازمي والرفع بمستواه الذي هو عليه الآن، وزيادة الكادر التمريضي، وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، وخصوصاً أن أكثر من 100 قرية تستفيد من هذا المركز الصحي». وتعاني محافظة بيشة من خطر طريق بيشة - الرين - الرياض، الذي يرتبط بطريق خميس مشيط - أبها، كونه يفتقد أبسط وسائل السلامة، لارتباطه بالمدينة عبر خطوط محورية، إذ أشار المواطن عوض الشهراني إلى أن إيجاد مخارج رئيسة وجسور سيسهم في تقليل أثر الحوادث المرورية، إضافة إلى إيجاد أجنحة للطريق تسهل مرور الداخلين إلى محافظة بيشة، مشدداً على سرعة ذلك، والرفع به ضمن مشاريع وزارة النقل، لإنهاء معاناة المسافرين عبر الطريق. وتشير الإحصاءات إلى أن مستشفى الملك عبدالله في محافظة بيشة يعمل بكل طاقته الاستيعابية، ما يشكل ضغطاً على أداء الكادر الطبي فيه، ويضعف نتائج الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، مطالبين بسرعة إنجاز مستشفى الولادة، وتهيئة المراكز الصحية، وإعادة بناء مستشفى بيشة العام وتهيئته لاستقبال الحالات الطبية، وتطوير مستشفى تبالة، كون محافظة بيشة تستقبل حالات طبية وحوادث عبر أكثر من ستة طرق رئيسة تربط بأربع مناطق، إضافة إلى التحويلات الطبية كافة من ثلاث مستشفيات؛ وهي مستشفى تثليث، ومستشفى محافظة رنية، ومستشفى محافظة سبت العلاية، وبالتالي فإن التقارير التي تصدرها وزارة الشؤون الصحية في بيشة تشير إلى أرقام قياسية تقدمها في خدمة المرضى والحوادث الطارئة، إذ قدمت المراكز الصحية التابعة لصحة بيشة، وعددها 85 مركزاً صحياً، خدمات الرعاية الصحية الأولية لأكثر من مليون مراجع العام الماضي، إذ بلغ عدد المستفيدين من خدمات العيادات 1072467 مراجعاً، فيما بلغ عدد المستفيدين من خدمات طب الأسنان 74965 مراجعاً. وتهتم الرعاية الصحية الأولية ببرامج رعاية الأمومة والطفولة، إذ بلغ عدد المراجعات لعيادات الحوامل 13514 مراجعة، وعيادات الطفل السليم 69381 مراجعاً، إضافة إلى عدد 145836 مراجعاً للخدمات الأخرى. كما تقدم المراكز الصحية خدمات طبية، من خلال المراكز المناوبة، التي تم تشغيلها لتخفيف الضغط عن أقسام الطوارئ في المستشفيات، إذ بلغ عدد المراجعين في المراكز المناوبة خلال الفترة نفسها كما يلي: «مركز الروشن 82551 مراجعاً، ومركز صمخ 1612 مراجعاً، ومركز الحازمي 7849 مراجعاً، ومركز بني عمرو 2512 مراجعاً، ومركز الأمواه 13000 مراجع، ومركز النقيع 16139 مراجعاً». وفي الجانب الآخر يطالب أهالي بيشة بإنشاء قسم للجواز السعودي في إدارة الجوازات، كون المواطنين يعانون من السفر إلى مدينة أبها، التي تبعد أكثر من 200 كيلومتراً، وفي ظل الازدحام الذي يعانيه المراجعون، طالب المواطن سعيد الغامدي بسرعة إنجاز قسم خاص لإصدار الجواز السعودي، وللتسهيل للمواطنين في ثلاث محافظات رئيسة، واستيعاب العدد وتخفيف الضغط على طريق بيشة - خميس مشيط، لكثرة مراجعة المواطنين لإنهاء خدمات الجواز السعودي. دعوات إلى تشكيل لجنة فنية لمتابعة المشاريع على رغم والفواتير الباهظة التي تتحملها الدولة في توفير الخدمات للأحياء وتطوير المدن، ماتزال محافظة بيشة في منطقة عسير تعاني سوءاً في تنفيذ المشاريع، وضعفاً في صيانتها، على رغم وقوعها وسط المدينة. ففي الوقت الذي دشن فيه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز عدداً من المشاريع الرقمية الهائلة، التي أعلنتها بلدية بيشة، فإن الواقع المؤلم في الميدان يحتم على المتابع الرفع إلى أمير منطقة عسير بتشكيل لجنة فنية دقيقة لمتابعة مشاريع البلدية ونوعيتها وآلية تنفيذها وما قدمت للمحافظة من مشاريع. وفي هذا السياق طالب المواطن ناصر الشهراني (أحد أعيان قرى سد الملك فهد) إمارة منطقة عسير بتشكيل لجنة متخصصة من البلديات والإمارة والجهات الرقابية، للاطلاع على آلية تنفيذ المشاريع الحالية، بما في ذلك الحدائق والطرق والتصريف والإنارة، والتطوير الميداني، ومطابقة المشاريع كافة المعلنة في موازنة البلدية، المرفوعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية على الواقع. وتسجل محافظة بيشة أكبر نسبة أحياء عشوائية في منطقة عسير، ولا سيما أن شرق المحافظة وجنوبها وغربها تتعرض للاعتداء من المواطنين، في ظل غياب رقابة البلدية عن حماية أراضيها وأراضي الدولة، وضعف البنية التحتية للمدينة التي جعلت منها اليوم محافظة عشوائية قد تتعرض لخطر السيول الداهم في أي وقت، ليضعها ضمن الأسوأ في المدن السعودية في الجانب الخدمي. في حين سجلت بلدية بيشة أرقاماً في عدم استغلال موازنات من الباب الثالث، وأبواب متعددة تمت إعادتها إلى الوزارة خلال السنوات الماضية من بلدية بيشة إلى الوزارة، إذ استاء عدد من المواطنين من هذه السياسة، التي أضعفت تنفيذ المشاريع النوعية، وجعلت بيشة في مكانها من دون أية مشاريع نوعية إضافية، أو تطوير وتحسين الأحياء العشوائية، وقال المهندس فايز الدوسري إن ما تشهده بيشة اليوم من سوء في تنفيذ المشاريع وضعف في آلية الطرق يشكل عقبة أمام تطوير منظومة المدينة، مشيراً إلى أن تدخل الوزارة وأمانة منطقة عسير يتطلب وجود مراقبين متخصصين لمتابعة تنفيذ المشاريع السابقة ومطابقتها المعايير الهندسية. في المقابل وصل إلى محافظة بيشة فريق هيئة مكافحة الفساد، وفق بلاغات متكررة في شأن ضعف المشاريع، ووجود فساد تعانيه المحافظة في الجانب الخدمي، إذ يقوم الفريق بجمع المعلومات واتخاذ القرار اللازم حيالها.