يواجه مديرو صحة عسيروبيشةوالباحة، عددا من الملفات الساخنة، كانت ولا تزال محط قلق الأهالي على مدى سنوات مضت. ويأتي في مقدمة مطالب أهالي محافظة بيشة - وفقا لما رصدته "الوطن" - إنشاء مبنى لمستشفى النقاهة والصحة النفسية في ظل تردي الحالة الإنشائية للمستشفى، إضافة إلى تعثر مستشفى الولادة والأطفال وعدد من المراكز الصحية. كما تفتقر المراكز والقرى الواقعة على الطرق الرئيسة إلى مراكز طوارئ تقدم الخدمات الإسعافية للسكان ومرتادي الطرق خصوصا مصابي الحوادث المرورية، إضافة إلى ما تعانيه صحة بيشة من نقص في القوى العاملة خصوصا في مستشفى الملك عبدالله ومستشفى ترج الذي قلصت فيه الخدمات بشكل كبير نتيجة قلة القوى العاملة. عدالة توزيع الخدمات وفي هذا السياق، أكد مدير الشؤون الصحية في بيشة عامر مشاري الصعيري ل"الوطن" أمس، أن صحة بيشة تحظى بمقومات وكوادر جيدة، مشيرا إلى أنه سيدرس توزيع الخدمات الصحية في كافة المناطق التابعة لصحة بيشة، وسيحرص على عدالة توزيع الخدمات دون تمييز، وسيعمل جاهدا مع وزارة الصحة على زيادة الملاكات الوظيفية التي ستعطي فرصة أكبر للتوسع في الخدمات الصحية ببيشة. وحول تعثر عدد من المشاريع الجديدة في بيشة، قال الصعيري، إن الإشراف على هذه المشاريع يتم من قبل الوزارة وإن دور صحة بيشة يقتصر على رفع التقارير، ونأمل أن تنتهي قريباً لأنها ستكون إضافة على مستوى الخدمات الصحية. أما مستشفى النقاهة والصحة النفسية فهو من ضمن المشاريع المطلوبة والمتوقع التي نأمل اعتمادها قريبا، لكن هناك عمل على تطويرها حسب الإمكانات المتاحة من خلال ترميم بعض المنشآت في المستشفى لتحسين مستوى الخدمة. وقد تم الانتهاء منها في الصحة النفسية، وما زال العمل قائما بالنقاهة، لكن يبقى همنا وأملنا الكبير هو اعتماد مبنى جديد. وحول توفير مراكز طوارئ في المراكز البعيدة عن المدينة، أكد الصعيري، أنه سينفذ زيارات لكل مكان يتبع صحة بيشة وسيبحث هذا الاحتياج خصوصا المراكز التي تقع على الطرق السريعة أولا، لتوفير خدمات إسعافية جيدة للأهالي ومرتادي الطرق ثانيا لتخفيف الضغط على طوارئ مستشفى الملك عبدالله التي تعاني من ضغط كبير نتيجة ضعف الخدمات الإسعافية خارج المحافظة. مشاريع متعثرة إلى ذلك، يواجه المدير العام الجديد للشؤون الصحية في منطقة عسير الدكتور إبراهيم بن سليمان الحفظي، عددا من الملفات الساخنة، في مقدمتها مشروع المدينة الطبية على اعتبار أنه دخل عامه السادس دون تنفيذ، وكذلك معاناة المرضى ومرافقيهم لطلب العلاج خارج المنطقة من خلال رحلات مكوكية شبه أسبوعية، وعدم ملاءمة الخدمات الطبية المقدمة لأعداد السكان خصوصا محافظتي خميس مشيط ومحايل، إذ يعاني سكان الأولى من تنافسهم على 150 سريرا في حين أن عددهم تجاوز نصف مليون نسمة، وكذلك الحال في محافظة محايل. ومن الملفات الشائكة، الازدحام الشديد الذي يشهده مستشفى عسير المركزي ما يتبعه من طول مدة المواعيد، في ظل عدم تطويره وتطوير مستشفيات المحافظات التي يعد الارتقاء بها وتزويدها بالكوادر البشرية والإمكانات الطبية، اللبنة الأولى لتخفيف الضغط على المستشفى المركزي، وكذلك ما تشهده مشاريع المديرية لاسيما مباني المستشفيات من تأخير مقلق ومنها مستشفى الحرجة "أنموذجا" الذي استغرق تشييده وتشغيله عشر سنوات، إذ تم اعتماده في عام 1423، وتم تشغيله جزئيا وبعيادات متواضعة قبل شهرين فقط، ويستدعي الأمر صيانته حاليا عطفا على طول مدة إنشائه، في حين أن الحاجة تشتد إلى متابعة جادة لإنهاء مشاريع المستشفيات والبرج الطبي وسط أبها، وتطوير المراكز الصحية باعتبارها خط الدفاع الأول. وفيما يخص الجانب الإداري، يتطلع عدد من موظفي المديرية ومنسوبيها الميدانيين إلى ضرورة انتقاء كفاءات قيادية في مناصب المساعدين، ومديري الأقسام، وإعادة النظر في آلية اختيار وتكليف مديري المستشفيات، وإجراء رقابة صارمة على المستودعات والتموين الطبي، فيما يجدر بالإدارة الجديدة أن توثق صلتها بوسائل الإعلام وأن تكون شفافة فيما يطلب منها باعتبار أن الإعلام يسهم بدرجة كبيرة في كشف مواطن الخلل، ومن ثم إصلاحه. الأخطاء الطبية ونقص العمالة فيما يواجه مدير عام الشؤون الصحية بالباحة حسين الراوي الرويلي، ملفات لا تقل سخونة عن سابقاتها في مقدمتها ملف الأخطاء الطبية المتكررة، وتعثر عدد من المشاريع الصحية كالبرج الطبي، ومستشفى القرى، وعدد من مباني مراكز الرعاية الصحية، وإكمال تجهيزات مستشفى بلجرشي العام، والعمل على إيجاد مدينة طبية ومستشفيات تخصصية وتطوير مستشفى الملك فهد ليصبح مستشفى تخصصيا، وإيجاد حل لنقص القوى العاملة الفنية والطبية والإدارية والأجهزة الطبية في مراكز الرعاية الأولية، وعدم ملاءمة بعض المباني للخدمة المقدمة، وقلة المتخصصين في طب الأسرة، إضافة إلى تسرب العمالة الفنية والتمريضية، ومعالجة الأخطاء في تطبيق نظام السعودة، وعدم وجود استشاريين أو عنايات مركزة في المستشفيات الطرفية، وعدم وجود شبكة حاسب آلي بين المستشفيات، وقلة أعداد ونوعيات سيارات الإسعاف وقدم البعض منها خصوصا في مراكز الرعاية، وحل مشكلة توقف مشروع برج الأسنان الذي تم البدء فيه قبل شهرين، وإيجاد مركز للأسنان ومستشفى للولادة والنساء متخصص في كل محافظة، وتزويد مراكز الرعاية الصحية بأطباء وطبيبات متخصصين. وأكد الرويلي ل"الوطن"، أن تطبيقات الجودة هي صاحبة الأولوية في المرحلة المقبلة لضمان تقديم رعاية صحية جيدة وآمنة. وقال: سنركز على برامج إسعاد المريض وضمان تلقيه الخدمة داخل المنطقة في أغلب التخصصات. وعن احتياجات صحة الباحة لمدينة طبية وتطوير وتجهيز مستشفى الملك فهد ومستشفى بلجرشي، أوضح الرويلي أن المنطقة مقبلة على خير كثير بدعم من وزير الصحة وأمير المنطقة، مبينا في الوقت نفسه أنه في حالة قدمت المنشآت الصحية القائمة حاليا بشكل مميز، فستكون كافية ومرضية لأهالي المنطقة وملبية لكافة احتياجاتهم. أما المراكز الصحية والخدمة الإسعافية فتحظيان باهتمام بالغ، وسنسعى في الفترة الحالية إلى توفير مبان جيدة ومناسبة للخدمة الصحية، إضافة إلى توفير أراض يتم إحلال المراكز الحالية بها. وعن تعثر المشاريع، يرى الرويلي، أن هذه الإشكالية ليست خاصة بمنطقة الباحة وإنما مشكلة عامة، وظروف تعثرها متشابهة، واعدا بإجراء تقييم شامل للمشاريع القائمة حاليا ودراسة أسباب تعثرها ومعالجتها في القريب العاجل. وحول كثرة الأخطاء الطبية، أكد أنه سيعمل على تلافيها بتطبيق معايير الجودة، وبرامج المراجعة الإكلينيكية وباستقطاب كفاءات طبية. كذلك يواجه مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية الدكتور صالح بن محمد الصالحي الذي باشر مهام عمله أمس، جملة من التحديات تتمثل في تدني مستوى الخدمة في عدد من التخصصات، وطول مواعيد العيادات والأشعة التي تمتد لأشهر عدة، والأخطاء الطبية والشكاوى في هذا الخصوص والبت فيها، وتطوير أقسام العناية المركزة التي تشكل هاجساً للمراجعين والمسؤولين في المستشفيات، إضافة إلى مشكلة نسبة الإشغال المرتفعة بوحدة الحاضنات في المستشفيات والتي تصل إلى أكثر من 80% من الطاقة الاستيعابية.