رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    محترفات التنس عندنا في الرياض!    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    رقمنة الثقافة    الوطن    على يد ترمب.. أمريكا عاصمة العملات المشفرة الجديدة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    أجواء شتوية    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    الذاكرة.. وحاسة الشم    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    القبض على إثيوبي في ظهران الجنوب لتهريبه (13) كجم «حشيش»    نائب وزير العدل يبحث مع وزير العدل في مالطا سبل تعزيز التعاون    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    إرشاد مكاني بلغات في المسجد الحرام    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية «غضب الفرات» تقترب من سد المنفذ الأخير لانسحاب «داعش»
نشر في الحياة يوم 27 - 06 - 2017

قال تحالف سوري من جماعات كردية وعربية تدعمه الولايات المتحدة إن قواته تقدمت في الرقة معقل تنظيم «داعش» في سورية واستولت على حي القادسية. وقالت القوات في بيان نشرته على أحد حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إنها سيطرت على حي القادسية الواقع غربي الرقة.
وسمع دوي انفجار عنيف بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين، في قرية الكسرة بريف الرقة الجنوبي، ناجم عن تفجير تنظيم «داعش» عربة مفخخة، استهدفت مواقع تسيطر عليها قوات مجلس منبج العسكري وقوات سورية الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة، وعدة محاور أخرى في الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر ليل أمس أنباء عن تواصل اشتباكات متفاوتة العنف على محاور في حي القادسية الواقعة غرب مدينة الرقة، بين تنظيم «داعش» من طرف، وقوات سورية الديموقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من طرف آخر، وسط تقدم جديد للأخير وسيطرته على القسم الغربي من حي القادسية، واستمرار محاولته بسط سيطرته الكاملة على الحي.
وتتواصل خلال ذلك الاشتباكات بين الطرفين في ريف الرقة الجنوبي الغربي، حيث تمكنت قوات سورية الديموقراطية من التقدم والسيطرة على قرية الفرخة بالمنطقة، في حين يتواصل القصف الصاروخي من جانب قوات عملية «غضب الفرات» على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» بمدينة الرقة.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة صباح الإثنين بين قوات سورية الديموقراطية من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في أطراف حيي البريد وحطين من جهة حي الرومانية، إثر هجوم معاكس لعناصر من «داعش» في محاولة لتحقيق تقدم واستعادة السيطرة على المنطقة. وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قوات عملية «غضب الفرات» وطائرات التحالف الدولي على مواقع «داعش» ومناطق سيطرته في محور الاشتباك ومحيطه ومناطق أخرى في مدينة الرقة.
وكان المرصد السوري نشر أمس أن الاشتباكات تجددت بعنف على محاور في الأطراف الشرقية والغربية من مدينة الرقة، حيث تدور في هذه الأثناء اشتباكات بين عناصر «داعش» من جهة، وقوات سورية الديموقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة أخرى، إثر هجوم من جانب الأخير في محاولة لاستكمال عملية الالتفاف على شمال المدينة وفصل الفرقة 17 عن المدينة، تمهيداً لزيادة عزل التنظيم وتضييق الخناق عليه في محاولة لإجباره ودفعه للانسحاب من المدينة. وتأتي هذه الاشتباكات والتوجه من الأطراف الشرقية والغربية للمدينة نحو مناطقها الشمالية بالتزامن مع هجوم لقوات مجلس منبج العسكري ومقاتلي قوات سورية الديموقراطية نحو المناطق المتبقية بين اتجاه تقدم قوات عملية «غضب الفرات» في منطقة الكسرات وبين نهر الفرات، عند الضفاف الجنوبية للنهر بجنوب مدينة الرقة، في محاولة لاستكمال الطوق وإطباق الحصار في شكل كامل على المدينة.
ويشار إلى أن عملية التقدم في جنوب مدينة الرقة قبل أيام كانت بهدف محاصرة تنظيم «داعش» وإجباره على الانسحاب من المدينة، قبل إكمال الطوق حولها وإدخالها في حصار كامل. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مصادر موثوق بها» أن تراجع العمليات القتالية وعدم إمكان تقدم قوات عملية «غضب الفرات» أكثر داخل المدينة جاءا نتيجة استماتة عناصر تنظيم «داعش» في صد الهجمات، وكثافة زرعه للألغام في المدينة وعلى خطوط التماس، إضافة لنشر عدد كبير من القناصة في المدينة وعلى محاور القتال.
وشهدت الرقة معارك شرسة وعمليات هجوم معاكس أجريت في شكل عنيف ونفذتها عناصر «داعش» لصد تقدم قوات عملية «غضب الفرات» بخاصة عند أسوار المدينة القديمة.
وأكد عدد من المصادر الموثوق بها ل «المرصد السوري» أن «داعش» لم يجر عملية انسحاب من المدينة وانه لم يحدث اتفاق على الانسحاب، على رغم تقدم قوات عملية «غضب الفرات» من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بجنوب مدينة الرقة واقترابها من سد آخر منفذ انسحاب ل «داعش» من المدينة نحو بقية مناطق سيطرتها، وذلك نتيجة عدم موافقة روسيا على انسحاب تنظيم «داعش» نحو محافظة دير الزور، وتهديدها باستهداف الرتل المنسحب من مدينة الرقة في حال تم التوصل لاتفاق.
وطردت قوات سورية الديموقراطية مسلحي «داعش» من مساحات واسعة من الأراضي في شمال سورية، على مدى الشهور الثمانية عشر الماضية. وانتزع مسلحون من المعارضة السورية التي تدعمها تركيا أيضاً مناطق من مسلحي التنظيم، كما تقدم الجيش النظامي السوري هذا العام سريعاً في المناطق الصحراوية التي كانت خاضعة للتنظيم.
ويساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدم قوات سورية الديموقراطية ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في حملة الرقة بالقصف المدفعي والغارات الجوية، بما في ذلك ضربات تستهدف قادة التنظيم.
«الجيش الحر» يستعيد مواقع في البادية بهجوم معاكس
شنت فصائل «الجيش السوري الحر» العاملة في البادية السورية هجوماً معاكساً على القوات النظامية والميليشيات المساندة له، وانتزعت نقاطاً تقدمت إليها قوات النظام في الأيام القليلة الماضية.
وذكر «جيش أسود الشرقية» الناشط في المنطقة أمس، أن عناصر المعارضة «أطلقوا عملية مباغتة» على القوات النظامية والجماعات الموالية لها في منطقة رجم الصريخي في بئر القصب بريف دمشق الشرقي». وأوضح أنه «تم الاستيلاء على نقاط كان يتمركز بها عناصر الميليشيات، بالإضافة لتدمير دبابة وعدة آليات أخرى، وسط قصف عنيف مدفعي وصاروخي، وغارات مكثفة من الطيران الحربي اُستخدمت فيها القنابل الفراغية والعنقودية ومادة الفوسفور الحارقة».
وقال مدير المكتب الإعلامي في «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج، إن العملية العسكرية المعاكسة ما زالت مستمرة، موضحاً أن منطقة رجم الصريخي كانت خط نار في الأيام الماضية، لتسيطر عليها الفصائل اليوم (أمس) وتتوغل فيها.
وأشار إلى أن «العمل مستمر تجاه السيطرة على بئر القصب، ودحر النظام لأول نقطة تقدم منها».
في موازاة ذلك، قالت وسائل إعلام رسمية سورية، إن القوات النظامية «تحبط هجوماً لجبهة النصرة باتجاه بئر القصب ورجم الصريخي بريف دمشق، وتقتل عدداً من الإرهابيين وتدمير آليات لهم».
وكانت القوات النظامية والميليشيات المساندة لها أحرزت تقدماً واسعاً على حساب فصائل «الجيش الحر» في البادية السورية، وسط تغطية روسية مكثفة على خطوط المواجهات، سيطرت خلالها على منطقة بئر القصب والمناطق المحيطة بها. وتركزت محاور المعركة في كل من رسم الصبيحة شمال بئر القصب، التي سيطرت من خلالها القوات النظامية على مناطق أم جديان، رسم العبدة، شليل، زفرة، وعرة الصريخي، إضافةً إلى محور تل الرابية شمال غربي بئر القصب، بسيطرة كاملة على كل من تل مريم، مطر القصاع، كوة البير، بير القصب، خربة القصب.
في حين تركز المحور الثالث من تل الرابية الغربية، وسيطرت فيه على سهل الزنيبة، تلول النهدين.
وكانت القوات النظامية حققت في مطلع حزيران (يونيو) الجاري تقدماً على حساب فصائل المعارضة المتمثلة ب «جيش أسود الشرقية»، و «قوات أحمد العبدو» وسيطرت حينها على تل دكوة الاستراتيجي. ويخوض الفصيلان معارك منذ 31 أيار (مايو) الماضي، ضد القوات النظامية والميليشيات الرديفة، في إطار معركة «الأرض لنا».
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعراقية ولبنانية وإيرانية وآسيوية من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، على محاور في البادية السورية، بالقرب من الحدود الإدارية لريف حمص الشرقي مع ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية مدعمين بعناصر من القوات النظامية تمكنوا من تحقيق تقدم على محاور جديدة في البادية السورية، مسيطرين على منطقة الضليعيات ومنطقة حميمية، لتحقق القوات النظامية بذلك تقدماً جديداً مكَنها من تقليص نطاق سيطرة «داعش» في البادية السورية وإجباره على الانسحاب من عدد من المناطق تحت ضغط القصف المكثف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها والطائرات الحربية، حيث تسببت الاشتباكات في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال. وهذا التقدم يساعد القوات النظامية على مواصلة سيرها نحو محطة «التي تو» والسيطرة عليها في الأيام المقبلة.
وكان «المرصد السوري» قد أفاد في 23 حزيران الجاري بأن «حركة النجباء» وبقية المسلحين الموالين للنظام وبعد سيطرتها على مناطق سد الوعر ووادي الوعر وأرض الوشاش وعدة مواقع أخرى كانت ضمن مناطق سيطرة «داعش» تمكنت من الدخول إلى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، من ريفها الجنوبي الشرقي، القريب من الحدود مع العراق. وأتاح هذا التقدم الاستراتيجي للقوات النظامية توسعة نطاق سيطرتها وتواجدها على الحدود السورية- العراقية، حيث بلغت نحو 85 كلم مسافة السيطرة والتواجد على الحدود، وباتت على مسافة نحو 12 كلم من محطة «التي تو» بريف دير الزور الجنوبي الشرقي. ويأتي هذا التقدم، ضمن سعي القوات النظامية لإجبار «داعش» على الانسحاب من أكبر مساحة من البادية والأراضي السورية الممتدة من سبخة الجبول بريف حلب الجنوبي الشرقي مروراً بريف حماة الشرقي وريفي الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي وصولاً إلى السخنة وباديتها والبادية السورية. كما يأتي هذا التقدم بعد أسبوعين من تمكن المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية وقوات النظام من الوصول إلى الحدود العراقية مع بادية تدمر الشرقية. وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري حينها أن عملية التقدم تمت من قبل المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية، والقوات النظامية المتمركزة في البادية السورية شرق وجنوب شرقي مدينة تدمر، عبر الالتفاف على معسكر يتبع للفصائل المدعمة من قبل «التحالف الدولي»، في محور يبعد نحو 20 كلم عن المعسكر الواقع على بعد نحو 50 كلم إلى الشرق من معبر التنف الحدودي الذي تسيطر عليه هذه الفصائل.
وكانت قد جاءت عملية التقدم من البادية السورية نحو الحدود السورية– العراقية، ضمن الحدود الإدارية لمحافظة حمص، بعد محاولات عدة للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعراقية وأفغانية وإيرانية ولبنانية للتقدم نحو الحدود السورية– العراقية، إلا أنها قوبلت باستنفار وصد من «التحالف الدولي» الذي عمد إلى توجيه ضربات استهدفت أرتالاً للقوات النظامية، ما تسبب في تدميرها وقتلت 40 عنصراً على الأقل منهم إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
معارك واسعة لفصل الغوطة الشرقية عن حي جوبر «بوابة دمشق»
بدأت القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها هجوماً واسعاً، على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في إطار عملية تريد من خلالها فصل حي جوبر عن بقية بلدات الغوطة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن «الجيش السوري يبدأ الآن هجوماً واسعاً على محور عين ترما، وسط اشتباكات عنيفة وتمهيد مكثف بقذائف الدبابات والرشاشات مع تنظيم جبهة النصرة». وأشارت إلى أن «الهجوم الحالي الأكبر من نوعه من حيث العتاد والعنصر العسكري».
وأعلن فصيل «فيلق الرحمن» العامل في المنطقة «إفشال محاولة التقدم التي تقوم بها (القوات النظامية) بعدد كبير من المدرعات وعناصر المشاة».
وبدأت القوات النظامية والميليشيات المساندة له، قبل أيام، معركة تهدف لاقتطاع حي جوبر الدمشقي من أيدي فصائل المعارضة السورية. ويتركز هجوم القوات النظامية على ثلاثة محاور الأول من جهة عين ترما، والثاني من حي عربين شمال جوبر، إضافةً إلى المحور الرئيسي على الحي في شكل مباشر.
وتأتي أهمية حي جوبر الدمشقي كونه بوابة الغوطة الشرقية إلى عمق العاصمة دمشق، إذ تبدأ حدود الحي من المتحلق الذي يفصله مع زملكا وصولاً إلى ساحة العباسيين. ويعتبر من أكثر الأحياء التي منيت فيها القوات النظامية بخسائر كبيرة من حيث العتاد العسكري، والعناصر الميدانية، إذ تكرر استهداف غرف العمليات فيه، وقتل عشرات الضباط وقادة العمليات العسكرية.
كما بدأت منه فصائل المعارضة في الأشهر الماضية عملاً عسكرياً، سيطرت من خلاله على نقاط متقدمة في محيط كراج العباسيين.وتكررت إعلانات فصيل «فيلق الرحمن» العامل في الحي في الأيام الماضية من الحملة العسكرية عن إعطاب العشرات من الآليات العسكرية، إلى جانب مقتل عناصر من القوات النظامية في «سلسلة محاولات الاقتحام الفاشلة على المنطقة». وتمكن النظام على مدى الأشهر الماضية، من تأمين حزام العاصمة، خصوصاً من جهة الغرب والشمال، ولم تبقَ للمعارضة جيوبٌ سوى في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
من ناحيته، أفاد «المرصد السوري» بأن الطائرات الحربية السورية نفذت عدة غارات على مناطق في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، ومحيط بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و «فيلق الرحمن» من جهة أخرى، في محور عين ترما وأطراف حي جوبر.
ويشهد حي جوبر ومنطقة عين ترما منذ أيام، هجمات متكررة من قبل القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في محاولة للتقدم في المنطقة، واستعادة السيطرة على مناطق خسرتها خلال الفترة الماضية. ورجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن هذا التصعيد يأتي كتمهيد، لتنفيذ قوات النظام عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد فصائل المعارضة في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية. وجاء هذا التصعيد، بعد 52 يوماً من الهدوء الذي تخلله قصف متقطع محدود من القوات النظامية على حي جوبر، كما يعد هذا أول تصعيد من نوعه منذ انتهاء عملية التهجير وخروج آخر دفعة من الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق في 29 من أيار (مايو) الماضي.
وفي محافظة درعا، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، ترافق مع ذلك تنفيذ الطائرات الحربية ما لا يقل عن 3 غارات على مناطق في غرز شرق مدينة درعا. فيما ألقى الطيران المروحي ما لا يقل عن 8 برميل متفجرة على أماكن في محيط منطقة غرز شرق درعا وبلدة داعل ولم ترد أنباء عن إصابات.
إلى ذلك، ارتفع عدد الخسائر البشرية في صفوف القوات النظامية، جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع وآليات للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 4 عناصر على الأقل قتلوا وأصيب آخرون بجروح بعضها خطير في 3 جولات من القصف الإسرائيلي خلال ال72 ساعة الماضية ضد مواقع وعربات مدرعة للقوات النظامية بريف القنيطرة وقرب مدينة البعث. وتزامنت الهجمات مع استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل المعارضة من جانب آخر على محاور في محيط بلدة خان أرنبة ومدينة البعث إثر هجوم بدأته الفصائل السبت، وتمكنت خلاله من السيطرة على عدد من المواقع والنقاط التي كانت تسيطر عليها القوات النظامية، ليعاود الأخير هجومه ويستعيد معظم النقاط. وأفاد «المرصد» بسقوط نحو 30 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وفصائل المعارضة قتلى اثر الاشتباكات المستمرة منذ السبت.
«هيئة تحرير الشام» ترفض نشر قوات أجنبية في إدلب
أعربت فصائل في المعارضة السورية عن رفضها نشر قوات أجنية في مناطق «خفض التوتر» التي من المنتظر أن يبحثها مؤتمر آستانة المقرر في مطلع تموز (يوليو) المقبل. وأعربت فصائل المعارضة عن مخاوف من تحويل سورية إلى «مناطق نفوذ تتقاسمها الدول أو تحول إلى ساحة جلب مصالح من طرف واحد على حساب شعبنا».
وأصدرت «هيئة تحرير الشام» بياناً حول التصريحات الأخيرة للرئاسة التركية حول دخول قوات روسية – تركية إلى إدلب. وفي البيان أعربت «هيئة تحرير الشام» عن رفضها نشر قوات في إدلب، قائلة «تابعنا وراقبنا خلال الأيام الماضية تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية مفادها بأن قوات روسية - تركية ستدخل إدلب، وتأتي هذه التصريحات في سياق بنود اتفاقية الآستانة الموقعة بين الأطراف التركية – الروسية – الإيرانية وأمام هذه التصريحات فإننا نوضح الآتي. إننا لم نكن جزءاً ولا طرفاً مشاركاً أو موافقاً على مؤتمر الآستانة منذ بداية انعقاده وإلى الآن وعليه فإننا غير ملتزمين بما ينص عليه الاتفاق».
وأضاف البيان:»لقد أعطت الدول الراعية والضامنة لمؤتمرات جنيف والآستانة الفرصة للنظام المجرم بأن يتفرغ للمناطق واحدة تلو الأخرى فيجمد سلاح الثورة والجهاد وتطلق بندقية التهجير والتوسع لمصلحة النظام وهذا مايتم الآن من تجميد منطقة إدلب وماحولها في سبيل تفرغ النظام لتهجير الغوطة ودرعا وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور»، مشدداً على أن فصائل المعارضة ومن ضمنها» هيئة تحرير الشام» لن «تقبل بتسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي وغيرها من المناطق المحررة في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية».
وتابع موضحاً:»إن شعبنا الثائر يبحث عمن يخفف معاناته ويساهم في تحقيق أهداف الثورة لا أن ينقل الصراع للداخل السوري. فإننا لا نرضى أي تدخل خارجي يقسم بلادنا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول أو تحول لساحة جلب مصالح من طرف واحد على حساب شعبنا ثم يسلم لطبق من ذهب للنظام».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نشر في 19 أيار (مايو) الماضي أن مجموعة من المشايخ بدأوا توزيع بيان على علماء دين سوريين متواجدين في تركيا، ومقربين من السلطات التركية، وعلماء دين موجودين داخل الأراضي السورية، وذلك من أجل إعطاء «فتوى شرعية» لدخول القوات التركية، والمشاركة مع فصائل معارضة من أجل السيطرة على محافظة إدلب، وإنهاء تواجد المجموعات الإسلامية فيها ومن ضمنها «هيئة تحرير الشام» ومجموعات أخرى.
وجاء هذا التحرك بعد الاتفاق التركي – الروسي – الإيراني من أجل إنشاء مناطق آمنة ل «تخفيف العمليات القتالية». ولم يلق هذا التحرك ترحيباً كبيراً من الكثير من فصائل المعارضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.