احتدمت المعارك أمس قرب مدينة الباب آخر معاقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي، إذ تمكن التنظيم من إبعاد فصائل «درع الفرات» المدعومة بقوات تركية بعد ساعات فقط من تقدمها نحو بلدة بزاعة شرق الباب. وجاء ذلك في ظل تصاعد المواجهات بين القوات النظامية السورية وفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، ونجاح الجيش النظامي في استعادة منشآت مهمة للطاقة في ريف حمص الشرقي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن طائرات حربية لم يتضح هل هي تركية أم تابعة للتحالف الدولي، شنّت غارات على بلدة بزاعة التي استعاد تنظيم «داعش» السيطرة عليها إثر هجوم معاكس تضمن تفجير عربة مفخخة تبعها «هجوم لعناصر انغماسية» نجحت في طرد القوات التركية وفصائل «درع الفرات» من البلدة، موضحاً أن بزاعة «تُعد البوابة التي ستتيح لقوات درع الفرات التقدم نحو مدينة الباب». وقُتل عدد من عناصر فصائل «درع الفرات» في تفجير العربة المفخخة وفي «مكامن» نصبها «داعش» لهم في البلدة التي تقع مباشرة شرق الباب. ولو تمكنت فصائل «درع الفرات» من تثبيت سيطرتها على بزاعة لكن الخناق قد ضاق بشدة على «داعش» في الباب، إذ أن القوات النظامية السورية تتقدم في الوقت نفسه من جنوبها وباتت على مسافة كيلومترات قليلة منها بعد سيطرتها قبل يومين على بلدة عران. وقال «المرصد» إن 25 من عناصر «داعش» قُتلوا على جبهة بزاعة، فيما قتل 14 منهم في الاشتباكات على جبهة عران وريف الباب الجنوبي، في حين «قُتل العشرات من مقاتلي درع الفرات والقوات التركية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها» في المعارك ضد التنظيم على الجبهات المتعددة قرب الباب. في غضون ذلك، تتواصل المعارك العنيفة في البادية الغربية لتدمر في الريف الشرقي لحمص. وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية تمكنت «من التقدم في محيط الحقول النفطية والسيطرة... على شركة حيان النفطية» التي فجّرها «داعش» قبل أسابيع، وأوضح أن الجيش النظامي استعاد خلال الأيام الفائتة «الكتيبة المهجورة» وتقدم في المنطقة الممتدة من تلال التياس القريبة من مطار «التيفور» العسكري وصولاً إلى منطقة قصر الحير الغربي. وفي محافظة ريف دمشق، ذكر «المرصد» أن الاشتباكات تجددت على محور حواش الظواهرة بمنطقة المرج في غوطة دمشقالشرقية، بين الفصائل الإسلامية من جهة، والقوات النظامية و «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، مشيراً إلى أن «قوات النظام تحاول في هجومها المستمر لليوم الثاني على التوالي تحقيق تقدم في هذه المحاور وقضم مزيد من المناطق في غوطة دمشقالشرقية، بغية تضييق الخناق على الفصائل». ولفت «المرصد» إلى «سماع دوي انفجارات» في أطراف الغوطة الشرقية بالتزامن مع العمليات العسكرية الدائرة في جبهة حوش الضواهرة، موضحاً أن «الانفجارات ناجمة عن استهداف مخيم الوافدين بعدة قذائف سقطت على مناطق مختلفة» فيه. وأضاف: «يأتي استهداف المخيم مع استمرار فتح المعبر الذي تشرف عليه روسيا بين مناطق سيطرة الفصائل والعاصمة دمشق عبر مخيم الوافدين، والذي جرى تخصيصه لخروج من يرغب من المدنيين أو المقاتلين بمغادرة مناطق سيطرة الفصائل في غوطة دمشقالشرقية والمحاصرة من قوات النظام وحزب الله». وأكد «المرصد» أنه «لم يغادر حتى الآن أي شخص من غوطة دمشقالشرقية» عبر هذا المعبر الروسي الذي فُتح «مع بدء قوات النظام وحزب الله اللبناني هجومها على شرق كتيبة الصواريخ بمنطقة حزرما... ومحور حوش الضواهرة».