رهن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إصلاح هياكل الاتحاد المغاربي باستيعاب التحولات السياسية والجيوسياسية التي عرفتها منطقة شمال افريقيا أخيراً وفي مقدمها حراك الشارع. وأكد أمام اجتماع نظرائه المغاربيين في الرباط أمس، على وجوب أن أخذ هذه المتغيرات في الاعتبار، موضحاً أن «حراك الشارع العربي جلب تحولات عميقة، حملت معها الأجيال الجديدة مطالب الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية»، مضيفاً أنها تمثل اليوم الحجر الأساس لكل إصلاح و»ينبغي أن ننكب عليها في سبيل خلق اتحاد مغاربي جديد». وأعرب مزوار عن أمله بتأسيس نظام اقليمي جديد، يواكب روح العصر وتطلعات الشعوب، راهناً ذلك «بامتلاك الرغبة القوية للبناء واستشراف المستقبل وتجاوز ذواتنا وخلافاتنا والصراعات الهامشية التي تعرقل كل جهود بناء الصرح المغاربي» في إشارة إلى الخلافات المغربية - الجزائرية التي لا تزال تلقي ظلالاً سلبية على الأفق المغاربي منذ عقدين. ودعا الدول المغاربية إلى التنسيق في ما بينها، معتبراً أن «تشتيت الجهود يضيّع الفرص، كما تأكد ذلك في تجارب عدة». وطالب بتفعيل الدينامية الاقتصادية بين دول الاتحاد المغاربي وتشجيع روح المبادرة وإقامة المشاريع الكبرى» حتى يصبح الاتحاد المغاربي تكتلاً قوياً ينعم بالاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي. وعرض مزوار الأوضاع في منطقة الساحل جنوب الصحراء، مؤكداً أنها تواجه تحديات أمنية ناتجة من انتشار الأسلحة وتفاقم شبكات الجريمة المنظمة والتنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة والهجرة غير الشرعية. ورأى أن ذلك يشكل تهديداً للدول المغاربية، ما يحتم رفع درجات التنسيق الأمني لمواجهة التهديدات. في المقابل، تحدث الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائري عن حصيلة العمل المغاربي بعد مرور ربع قرن، معتبراً أنه يجب «تكثيف الجهود ومضاعفة المساعي للرقي بالتعاون إلى ما تمليه المسؤولية التاريخية لتحقيق التكامل والتضامن والدمج. على الصعيد الأمني، قال المسؤول الجزائري إن بلاده تتطلع إلى وضع استراتيجية أمنية مغاربية شاملة لمواجهة أخطار الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر والهجرة غير الشرعية. وحذر من تداخل المسارات الأمنية و«الحرص على تكييف تعاوننا الأمني مع الاستراتيجية الأمنية التي تحظى بالإجماع الدولي». وخفضت الجزائر من مستوى تمثيلها الديبلوماسي في اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي الذي عقد أمس في الرباط، تنفيذاً لقرار سابق يقضي بإضعاف مشاركاتها الديبلوماسية في المناسبات الدولية التي تستضيفها الرباط، وذلك على خلفية حادثة الاعتداء على قنصلية الجزائر في الدار البيضاء في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.