أعلنت طهران فشل سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما للتواصل مع إيران، فيما أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لليوم الثاني على التوالي، عدم استعداد بلاده للتنازل عن «حقوق الشعب الإيراني النووية، علي رغم محاولات الأعداء لثني هذا الشعب عن برنامجه السلمي». وعزز ذلك التشاؤم إزاء التوصل الى اتفاق في المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى، المقررة في اسطنبول يومي الجمعة والسبت المقبلين. وفي خطاب له أمام حشد من المواطنين في مدينة يزد، قال نجاد إن الكثير من الدول التي كانت تخطط للحيلولة دون حصول ايران علي الطاقة النووية، اصبحت «تدعو ايران الى التعاون في المجال النووي» . ورأى نجاد أن أمام الدول الكبري خيارين: إما «تكرار الأخطاء التي ستؤدي الي مقاومة الشعب الإيراني من اجل تحقيق أهدافه وإلحاق الهزيمة النكراء بحق هؤلاء، او الاعتراف بإيران النووية والتعاون معها علي هذا الأساس في إطار العدالة والاستقلال». يأتي ذلك غداة اتهام المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي، أوباما بالفشل في الوفاء بوعد قطعه لدى توليه الرئاسة بالتواصل مع ايران. وقال الديبلوماسي الإيراني: «نعتقد أن هذه السياسة أو هذه النية أو هذا الشعار، لم يكن ناجحاً في مجالات كثيرة بما في ذلك التواصل مع الدول الإسلامية وأيضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية». ورأى خزاعي ان «بعض الأخطاء التي كانت تقع في زمن الرئيس (السابق جورج) بوش تحدث مرة اخرى، ونحن ننظر إلى النتائج». وأكد أن ايران تأمل بأن توضح اثناء محادثات اسطنبول انها مستعدة للتعاون في قضايا مثل افغانستان والعراق ونزع السلاح ومكافحة تهريب المخدرات، باعتبارها «قوة اقليمية يتعين التعامل معها بجدية». وأضاف: «سواء راق هذا للبعض ام لم يرق، فإن ايران لاعب مؤثر في المنطقة، وذلك لا شك فيه، ولديها قدرات نووية سلمية بالطبع». وتأتي هذه التصريحات في وقت تنشط المساعي الإيرانية من اجل انجاح محادثات اسطنبول، اذ يقوم المندوب الإيراني لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية بزيارة موسكو للتنسيق مع الجانب الروسي قبل يومين من المحادثات. في غضون ذلك، اجرت قوات «الحرس الثوري» الإيراني «تجربة ناجحة» علي منظومة صواريخ من طراز «هوك» للدفاع الجوي، في اطار الاستعدادات لحماية المنشآت النووية الإيرانية. واعلن مسؤول في «مقر خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي قرب مفاعل آراك، ان هدف التجربة «تقييم استعداد المنصات الصاروخية المرابطة في المواقع الحساسة والحيوية في البلاد». وأفادت مصادر بأن التجربة تخللها اختبار للمنصات التي أجريت صيانتها أخيراً، وتقويم فاعلية المنظومة المضادة للصورايخ ورفع جاهزية المقر في تنفيذ العمليات الموكلة اليه. على صعيد آخر (أ ف ب) انتقد مستشار مقرب من الرئيس الإيراني علناً امس، الحكم بالسجن الذي اصدره القضاء بحق المخرج السينمائي جعفر بناهي، ما عكس خلافاً بين السلطتين التنفيذية والقضائية. ونقلت صحيفة «شرق» الإصلاحية عن اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس الإيراني قوله ان الحكم بحق بناهي «اصدره القضاء في حين ان الحكومة والرئيس لا يشاطرانه هذا الرأي». واضاف مشائي: «لا نوافق على عدم تمكن جعفر بناهي من العمل لفترة طويلة». وحكم على بناهي (50 سنة) في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بالسجن ست سنوات، ومنعه من اخراج افلام او مغادرة البلاد في السنوات العشرين المقبلة، بسبب «مشاركته في تجمعات والدعاية ضد النظام» بعدما بدأ تصوير فيلم عن التظاهرات المناهضة للحكومة التي تلت اعادة انتخاب نجاد رئيساً في حزيران (يونيو) 2009. واستأنف بناهي الذي افرج عنه بكفالة، الحكم الذي اثار استياء دولياً.