شكا المرشح لرئاسة مصر حمدين صباحي من «تعنت» أجهزة الأمن ضد مؤيديه. وقالت حملته الانتخابية في بيان إن «الشرطة منعت ناشطين في الحملة من التواصل مع ركاب في أحد قطارات الصعيد ضمن حملة شعبية» بدأت أمس للترويج له في القطارات، كما منعت الشرطة إعلاميين من تغطية الحملة بالتزامن مع زيارة صباحي محافظة كفر الشيخ التي عقد فيها مؤتمراً جماهيرياً. وعلمت «الحياة» أن وزير الدفاع السابق سيظهر خلال الأسبوع المقبل في عدد من المؤتمرات التي تضم ممثلين عن طوائف مجتمعية عدة رتبتها له حملته الانتخابية، كما سيطل على المصريين في مقابلة تلفزيونية تذيعها إحدى القنوات الخاصة بالاشتراك مع التلفزيون الرسمي. وأوضح المسؤول الإعلامي في حملة السيسي أحمد كامل ل «الحياة» أن وزير الدفاع السابق «سيواصل خلال تلك اللقاءات طرح أفكار برنامجه الرئاسي والنقاش حول تفاصيل خطته لإدارة الدولة». وكان صباحي كرر خلال لقاء تلفزيوني أذيع مساء أول من أمس تعهده «إطلاق عدد من شباب الثورة المحبوسين بتهمة مخالفة قانون التظاهر»، معتبراً أن قانون التظاهر الذي أقرته الحكومة السابقة وأثار جدلاً واسعاً «غير دستوري». وطالب المصريين بأن ينتخبوه باعتباره «واحداً من الشعب، عاش وسط الناس وشعر بهم وبآلامهم يتسع صدره للنقد والاختلاف والحوار». وشدد على أن «الشعب المصري يحتاج لأن يرى في موقع الرئيس شخصاً له إرادة منحازة إلى الغالبية... أسعى إلى دولة تخضع للشعب، ولا يخضع الشعب لها». وأكد أن «الشعب يملك الجيش... القائد هو الشعب المصري والسند هو الجيش، والاثنان يكملان بعضهما بعضاً ولن أسمح بأن تحدث مواجهة بين الشعب والجيش». ولفت إلى أنه «السياسي الوحيد الذي تم منعه من الظهور على الشاشة بقرار من الرئيس السابق محمد مرسي»، مشيراً إلى أن «السيسي كان جزءاً من الحكومة في عهد مرسي وكان يؤدي التحية العسكرية له في حين كنت أنا أقول أن مرسي سقطت عنه شرعيته». وأكد أن «البطل الحقيقي لثورتي 25 يناير و30 يونيو هو الشعب المصري... هو من قاد وهو من فكر وهو من ضحى وتحمل. ولا أسمح أن يوضع الشعب في درجة ثانية بعد الجيش». وقال إن «الشعب قدم شهداء في عهد مرسي، والمشير السيسي قدم روحه على كفه بعد تحرك الشعب. لم تكن هناك أي رسائل من الجيش إلى الشعب في ثورة يناير، لكن كان هناك عشماً لدى الناس أن ينحاز إليهم الجيش». وأعرب عن اعتقاده بأن «من يفتعل مواجهة بين الجيش والشعب هي الوجوه القديمة التي تزايد على من قاموا بالثورة وتطلقون عليها ثورة الجيش لا الشعب». وعن تمويل حملته الانتخابية، أوضح صباحي أن حساب حملته الرئاسية في البنك جمع 218 ألف جنيه تبرعات حتى الآن، داعياً المصريين إلى المساهمة في حملته الانتخابية. وانتقد محاوريه لامتناع قناتهم عن توجيه السؤال نفسه إلى السيسي حين استضافته قبل أيام. في المقابل، أكد السيسي خلال لقاء أجراه مع عدد من المستثمرين مساء أول من أمس أن برنامجه الانتخابي «سيركز على أن تكون الدولة طرفاً أساسياً في تحفيز البنية الأساسية للاقتصاد والاستثمار، بهدف خلق فرص عمل وتحسين مستوى معيشة المواطنين». وكرر حديثه عن المتاعب التي يعانيها الاقتصاد المصري، مشيراً إلى أن «حجم الدين الداخلي والخارجي لمصر بلغ 1.7 تريليون جنيه، ما يتطلب بالضرورة إيجاد حلول غير تقليدية لمواجهة ارتفاعه». وأكد أن «المساعدات المالية الخليجية أنقذت الدولة المصرية». ودعا المستثمرين ورجال الأعمال إلى «تأسيس صندوق لدعم التنمية خلال المرحلة المقبلة، بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل للشباب، بعدما بلغت أعداد العاطلين من العمل نحو 12 مليون مواطن». وفي ما يتعلق بتنمية الصعيد، قال السيسي إن «الصعيد هو الثروة القومية لمصر كلها». وأضاف: «سترون الصعيد وستتعجبون لمستوى التطور والتنمية الذي سيتحقق فيه». وأضاف أن برنامجه الانتخابي يطرح «إعادة تشكيل محافظات مصر وفق خريطة استثمارية وصناعية وزراعية متكاملة»، مشيراً إلى أنه يحاول في الوقت الراهن «وضع الآليات التنفيذية لتأسيس المشاريع التي يطرحها البرنامج، ووضع التقديرات المالية التي تحتاجها... مصر تحتاج قدرات مالية ضخمة وقوة بشرية لديها خبرة ورؤية وأمانة». ووجه حديثه إلى المستثمرين قائلاً: «عليكم مسؤولية كبيرة لإنقاذ الوطن. الوضع الراهن يحتاج إلى تحرك سريع ويجب أن نسابق الزمن حتى نحقق تنمية حقيقية يشعر بها المواطنون». وكان السيسي التقى أول من أمس السفير الجزائري في القاهرة نذير العرباوي، بعد أزمة أثارتها تصريحات نقلت عنه ان الجيش المصري «قادر على دخول الجزائر في 3 أيام» في سياق حديثه عن تهديد العنف عبر الحدود. وقالت حملة السيسي في بيان انه أكد للسفير أن «مصر تحترم وتقدر كل الأشقاء العرب، وتحرص دائماً على أن تكون هناك علاقات طيبة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وتركز على أهمية البعد العربي والإقليمي للمستقبل، موضحاً أن التقارب مع الأشقاء العرب أحد أهم الركائز الأساسية في برنامجه الانتخابي». واستنفرت السلطات أمس لإنهاء ترتيبات الانتخابات الرئاسية مع اقتراب موعد تصويت المغتربين، فأعلنت وزارة الخارجية الانتهاء من استعداداتها لبدء استقبال المغتربين في السفارات والقنصليات الخميس المقبل للاقتراع، فيما تلقت اللجنة القضائية المشرفة على الرئاسيات كشوف القضاة تمهيداً لتوزيعهم على لجان الاقتراع في داخل البلاد في 26 و27 الشهر الجاري. ويتزامن مع ذلك إعداد وزارة الداخلية خطة أمنية بدأت تنفيذها أمس، بنشر وحدات للقوات الخاصة والتدخل السريع في الشوارع الرئيسة، وأفيد بأن قيادات أمنية وعسكرية تراجع الإجراءات في لجان الاقتراع وخطط توزيع الضباط والجنود لا سيما في المناطق النائية. وتعهدت الوزارة «أعلى درجات التأمين لتصويت المصريين في الداخل، والحؤول دون أي محاولات لزعزعة الأمن وتعكير صفو الانتخابات». من جهة أخرى، أنهى رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أمس زيارة إلى غينيا الاستوائية، بعدما ألتقى رئيسها تيودور أوبيانغ مساء أول من أمس وأكد له أن مصر «تعوّل على الدعم والمساندة» من جانب بلاده التي ستستضيف أعمال القمة الأفريقية المقررة الشهر المقبل للعودة إلى الاتحاد الأفريقي. وأوضح بيان حكومي أن محلب سلّم رئيس غينيا الاستوائية رسالة من الرئيس عدلي منصور، وشرح خلال اللقاء «تطورات الأوضاع في مصر، والتقدم المحرز في تنفيذ بنود خريطة المستقبل بإجراء الانتخابات الرئاسية أواخر الشهر الجاري، بما يمهد الطريق لاستئناف أنشطة مصر داخل الاتحاد الأفريقي». وأكد محلب أن مصر «تُعوّل على الدعم والمساندة القوية من جانب غينيا الاستوائية» للعودة إلى الاتحاد. ورد مضيفه بأن بلاده «تدعم وتساند مصر بكل قوة، مشدداً على أن غينيا الاستوائية ستقوم بجهود حثيثة حتى يصدر قرار عودة مصر للمشاركة في اجتماعات الاتحاد الأفريقي»، وفق الوكالة الرسمية.