حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً واسعاً جنوب مدينة الرقة، على حساب «داعش»، لتحكم الطوق بشكل كامل على المدينة من الجهات كافة. وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة بأن مدينة الرقة طُوقت بشكل كامل بعد تقدم واسع على المحور الجنوبي للمدينة. وأشارت إلى أن العمليات العسكرية تدور حالي اً على مختلف الجهات في المدينة. والتقت محاور «قوات سورية الديموقراطية» العسكرية على جانبي نهر الفرات، بعد تقدم سريع لها في اليومين الماضيين وضعها على مسافة كيلومترين من التطويق الكامل. وكانت وصلت إلى منطقة «شيخ الجمال» جنوب اً، والتي بقيت إلى جانب بلدة «كسرة عفان»، كمنطقتين وحيدتين تحت سيطرة التنظيم، لتسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» حالياً. وذكرت غرفة عمليات «غضب الفرات» أمس، أن «اشتباكات حادة بين مقاتلي غضب الفرات وإرهابيي داعش في حيي حطين واليرموك الواقعتين في الجهة الغربية لمدينة الرقة». إضافةً إلى «مقتل عدد من الإرهابيين في الاشتباكات المستمرة ضمن حملة تحرير المدينة (المعركة الكبرى) في يومها الثامن عشر». ومنذ بدأت العمليات، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية»على أربعة أحياء وقرية ومقر عسكري ومعمل وقلعة تاريخية وساحة، خلال عشرة أيام من المعارك في المدينة ومحيطها. من ناحيته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل شخص جراء انفجار لغم في منطقة مفرق الجزرة غرب مدينة الرقة، بينما تم توثيق مقتل شخصين اثنين جراء قصف جوي من قبل طائرات التحالف الدولي على مناطق في مدينة الرقة. وعلم المرصد السوري أن «قوات سورية الديموقراطية» مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية بدأت عملية التقدم من حي الصناعة شرق مدينة الرقة باتجاه منطقة الصوامع شمال المدينة. وأبلغت مصادر المرصد السوري، بأن قوات عملية «غضب الفرات» تهدف بذلك إلى رسم خط مستقيم يصل شمال المدينة بشرقها وذلك من أجل بدء المرحلة الثانية من معركة الرقة الكبرى في القريب العاجل، فيما حافظت «قوات النخبة» و «قوات سورية الديمقراطية» على مواقع ونقاط لها داخل حي الصناعة. وفي سياق متصل يواصل عناصر من «داعش» هجماتهم المعاكسة في محاور غرب حي الصناعة عند أسوار المدينة القديمة، حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وقوات النخبة مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة أخرى. كذلك تدور اشتباكات متقطعة بين قوات عملية «غضب الفرات» وعناصر من التنظيم في حي البريد شمال غربي المدينة وأطراف حي حطين غرب مدينة الرقة. ويتواصل القصف الجوي من قبل طائرات التحالف الدولي بالإضافة إلى القصف الصاروخي على مناطق في مدينة الرقة. إلى ذلك، حذر وزير الدفاع التركي فكري إشيق من أن أنقرة سترد على أي خطوات تنطوي على تهديد من «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، ورحب بتعهد الولاياتالمتحدة باستعادة أسلحة قدمتها للوحدات بعد هزيمة «تنظيم داعش». وترى واشنطن «وحدات حماية الشعب» الكردية حليفاً رئيسياً في حملتها لإلحاق الهزيمة ب «داعش»، فيما تعتبر أنقرة الوحدات جماعة إرهابية مرتبطة بمسلحين يخوضون تمرداً في جنوب شرقي تركيا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وقال إشيق لتلفزيون (أن تي في) إن رسالة تلقاها من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تتعلق بالأسلحة التي أعطتها الولاياتالمتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية «خطوة إيجابية» لكن «التنفيذ ضروري». وقالت تركيا إن الإمدادات للوحدات انتهى بها الحال في الماضي في أيدي «حزب العمال الكردستاني» ووصفت أي سلاح يمنح لهم بأنه تهديد لأمنها. وحذر إشيق من الرد على أي عمل للوحدات الكردية. وقال الوزير: «سيتم الرد على أي خطوة لوحدات حماية الشعب الكردية تجاه تركيا على الفور». وأضاف: «يتم بالفعل تقييم التهديدات التي قد تظهر بعد عملية الرقة. سنتخذ خطوات من شأنها تأمين الحدود بالكامل... من حق تركيا القضاء على التهديدات الإرهابية على حدودها». وقال المرصد السوري إن تركيا أرسلت تعزيزات تشمل قوات وعربات ومعدات إلى سورية باتجاه مناطق إلى الجنوب من مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة عناصر من المعارضة السورية تدعمهم أنقرة. وتسيطر «وحدات حماية الشعب الكردية» على مناطق إلى الجنوب من أعزاز.