مرّت خمسة أشهر على تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكم، وما زالت وزارات حيوية، بينها الخارجية والدفاع، تعاني من نقص في التعيينات يُعتبر سابقة. كما يتخبّط البيت الأبيض في إيجازه الصحافي اليومي، إذ تحوّل الوزن الزائد للناطق باسمه شان سبايسر مبرراً أساسياً لتفادي الرئاسة الأميركية الوسط الإعلامي. وتصف مصادر في الخارجية الأميركية الوزارة بأنها «مقرّ إحباط وأشباح» في واشنطن. فالوزارة التي تتميّز تقليدياً بحيويتها الديبلوماسية، تعاني من نقص هائل في التعيينات، والتي تواجه احتمال قطع 30 في المئة من موازنتها في حال موافقة الكونغرس، لم تعتد بعد على أسلوب الوزير الجديد ريكس تيلرسون. وتشير المصادر إلى أن تيلرسون الذي كان مديراً لشركة «أكسون موبيل»، يختلي بنفسه في الطابق السادس في مبنى الوزارة، كما أن بابه موصد ويحميه رجلان من جهاز الأمن السري. ويقول موظف في الخارجية ل «الحياة»: «يتعامل تيلرسون مع الوزارة وكأنها جهاز سيري الإلكتروني (على جهاز آيفون)، يسأل السؤال ويُغلق الخط لدى تلقيه الإجابة». وتلفت مصادر إلى أن تيلرسون منعزل عن فريق يُقدر عدده ب75 ألف موظف في الوزارة، كما أنه يعتمد على شخصين، هما مديرة الفريق مارغريت بيترلين والمدير السياسي براين هوك، كما أوردت صحيفة «بوليتيكو». وعلى عكس أسلافه، لا يتواصل تيلرسون مع النخبة التقليدية في السياسة الخارجية الأميركية. وتفيد «بوليتيكو» بأن الوزيرة السابقة كوندوليزا رايس، التي كانت أوصت ترامب بتعيين تيلرسون، لم تستطع التحدث إليه، وردّت عليها مساعدته بيترلين. وما زالت مناصب مساعدي الوزير لشؤون القارات والمناطق المختلفة، بينها الشرق الأدنى، شاغرة، مثل مئات التعيينات في الوزارة. ويقول مسؤول عربي زار الخارجية الأميركية قبل أسابيع ل «الحياة»، إن وفده وصل إلى مبنى الوزارة، ولكن «لم تكن هناك غرفة للاجتماع، واضطررنا للانتظار 40 دقيقة». وفي ذلك مفارقة كبرى عن العقود الماضية، في بروتوكولات الاستقبال والجهاز التنظيمي للوزارات الأميركية. لكن المفارقة في ذلك تكمن في أداء وزير الدفاع جيمس ماتيس، إذ يتحرّك في شكل فاعل في البنتاغون. ويقول مسؤولون إن الوزير يُلقب ب «ساينت ماتيس»، أي القديس ماتيس، نظراً إلى شعبيته بين الفريق وتعزيزه قدرات الوزارة وعلاقته الجيدة بترامب، وأيضاً مع وسائل الإعلام الأميركية، عكس تيلرسون، الذي يتفادى قدر الإمكان المقابلات الإعلامية. وفي البيت الأبيض، يواجه الفريق متاعب مع الإعلام الأميركي، مع توقف الإيجازات اليومية للناطق شان سبايسر. وبرّر ستيفن بانون، أبرز مستشاري الرئيس، ذلك ب «ازدياد وزن سبايسر وعدم لياقته للظهور على الكاميرا»، كما أوردت مجلة «أتلانتيك»، ما أثار مشكلة «تعتيم إعلامي» بالنسبة إلى الفريق الرئاسي. ولم يعقد ترامب سوى مؤتمر صحافي واحد منذ توليه المنصب مطلع السنة، مقارنة مع خمسة أو أكثر من أسلافه في الفترة ذاتها من حكمهم. وهناك تكهنات بأن وراء الانغلاق الإعلامي للبيت الأبيض، المفاوضات السرية في شأن الضمان الصحي، والتحقيق حول ملف «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة. وقد تُبدَل شخصية أخرى بسبايسر، أو يُحصر الإيجاز الصحافي بيوم واحد أسبوعياً. على صعيد آخر (أ ب، رويترز)، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين تأييده مشروع قانون أقرّه بالإجماع تقريباً مجلس الشيوخ لتشديد عقوبات على روسيا وإيران، لكنه تعطّل بسبب مسألة إجرائية في مجلس النواب. وأضاف أن إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، «يتطلّع بشدة إلى تمرير هذا القانون، ونستطيع ذلك».