بعد شهر ونصف شهر على تنصيبه، ما زال حال من عدم استقرار وذيول فضائح يحيط إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي رجّحت معلومات أن يكون التقى السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك. تزامن ذلك مع إعلان لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي أنها ستبدأ في 20 الشهر الجاري، جلسات استماع في تحقيق حول اتهامات لفريق ترامب بإجراء «اتصالات» بروسيا. وأكدت اللجنة أن مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون برينان، والمدير العام السابق لأجهزة الاستخبارات القومية جيمس كلابر، ومدير وكالة الأمن القومي مايك روجرز، والمسؤولة السابقة في وزارة العدل سالي يايتس، سيدلون بشهادتهم أمام اللجنة في أول جلسة تعقدها. وستشكّل الجلسة الأولى جزءاً من جلسات التحقيق، علماً أن صحيفة «بوليتيكو» أوردت أن أعضاء في الكونغرس توجّهوا إلى مركز «سي آي إي» في لانغلي بولاية فيرجينيا، لاستقصاء معلومات استخباراتية عن حقيقة ارتباطات ترامب بموسكو، ومدى تدخلها في انتخابات الرئاسة الأميركية التي نُظمت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. واستبق كومي الجلسة بتأكيده تمسكه بمنصبه حتى انتهاء ولايته التي تستمر 10 سنوات، عام 2023، على رغم جدل في شأن محاولته دحض شكوى ترامب من «تنصّت» إدارة سلفه باراك أوباما على هواتفه خلال الحملة الانتخابية. تقاطع ذلك مع سعي البيت الأبيض إلى التخفيف من معلومات عن لقاء بين الرئيس الأميركي والسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك خلال الحملة الانتخابية، مستدركاً أنهما ربما تصافحا. وأوردت وسائل إعلام أميركية أن ترامب التقى كيسلياك في 27 نيسان (أبريل) الماضي في فندق «ماي فلاور» في واشنطن، حيث ألقى الرئيس خطاباً حول برنامجه للسياسة الخارجية. وقالت ناطقة باسم البيت الأبيض إن معهد «ذي ناشونال إنترست» استضاف «خطاباً حول السياسة الخارجية ونظم حفل استقبال قبله، حضره سفراء». وأضافت أن «الرئيس ترامب بقي نحو 5 دقائق في حفل الاستقبال، قبل توجّهه مباشرة إلى المنصة». وتابعت: «لا نذكر مَن الذين صافحوا ترامب ولم نكن مسؤولين عن الدعوات أو التدقيق في خلفية المدعوّين». وكان ترامب نفى لقاءه أي مسؤول روسي خلال الحملة. وأكد الإعلام الأميركي أمس أن كارتر بايج، وهو مستشار سابق لترامب، توجّه إلى روسيا، بإذن من المدير السابق للحملة كوري لوينداوسكي. وفاقمت هذه التقارير تساؤلات في شأن علاقة الرئيس الأميركي بموسكو، ودورها في فوزه بالاقتراع. ويواجه ترامب عواقب قضائية في حال كشفت لجان الكونغرس «تواطؤاً» بين الجانبين. إلى ذلك، نفت وزارة الخارجية الأميركية، في أول إيجاز صحافي منذ فوز ترامب، خططاً لزيارة الوزير ريكس تيلرسون روسيا، وأعلنت في المقابل أنه سيجري الأسبوع المقبل جولة في آسيا، تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، يلتقي خلالها مسؤولين بارزين لمناقشة التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، والمصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة في المنطقة. وبثّت شبكة «بلومبرغ» أن ترامب يتّجه إلى تعيين المسؤول السابق ريتشارد غرينيل سفيراً لدى الحلف الأطلسي، وهو من أشدّ مؤيّدي الرئيس خلال حملته الانتخابية. وفي حال مصادقة الكونغرس على تعيينه، سيكون أول مسؤول مثلي يتولّى المنصب.